رسالة اليوم

29/07/2024 - عندما لا يكونُ الفرحُ كافٍ

-

-

وَكَانَ عِنْدَ دُخُولِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلَى الْمَحَلَّةِ أَنَّ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ هَتَفُوا هُتَافًا عَظِيمًا حَتَّى ارْتَجَّتِ الأَرْضُ. (صموئيل الأول ٤: ٥)

كان شعبُ فلسطين أعداءَ إسرائيل الدائمين! فقد تدرَّبوا على مرِّ سنوات على أذيّة إسرائيل، شعبِ الله. ورغبوا بتدمير بذرة المكان الذي كان المسيّا قادماً منه، وأثبتوا أنَّ رئيس الظلمة يقف وراء بغضهم. فإنَّ كلَّ عدوٍّ لخادم الربِّ مصدره الشيطان. كان خلاص البشريّة الهدف والغاية الأساسية، بالرَّغم من عدم معرفة الفلسطينيّين بأنَّ الشرير يستخدمهم لعرقلة هذا العمل.

أصبحت حنّة أداةً بين يدي العليّ في اللحظة التي قرَّرت بها عدم قبول مصيرها، لكيلا يُخمد النّور في إسرائيل. لذلك، دفع استفزاز فنّنة، زوجة القانة الأخرى، حنَّة إلى اتِّخاذ إجراءات صارمة في ولادة صموئيل. من ثمَّ، كانت ستنتهي الأمّة من بعد ضلال أولادِ عالي. إذاً، هناك العديد من النِّساء العواقر اللّاتي عليهنَّ أن يحاربن من أجل أمومتهنَّ.

تمحو الخطيَّة الأحلام وتحطِّم الأخلاق والحياة وتعيد الناس إلى عبوديَّة إبليس، وتهين أبطالَ الإيمان وتلوّث عمل الله. لكنْ، ما يزال هناك الكثير من الناس الذي يفضِّلون الدينونة الأبديَّة على خدمة الله. فإنَّ الكثير من الخطاة ينغلقون على طرقهم عوضاً عن التوبة والاعتراف بما حدث، ونسوا أنَّ هذا الأمر سيقودهم إلى الدينونة في اليوم الأخير، عندما يُحكم عليهم بالهلاك الأبدي.

لمَ تكون جزءاً أو شريكاً لعَخان الذي جعل إسرائيل يُهزم أمام قريةِ عاي الصغيرة؟ (اقرأ يشوع ٧). ولمَ تدع الأرض تنفتح وتبلعك وعائلتك أحياءً، كما حدث مع داثان وقورح وأبيرام؟ (التثنية ٦:١١). ولمَ تكذب وتسقط ميتاً أمام رجليّ الرسول، مثلما حدث مع حنانيا وسفيرة، وكثيرين آخرين أصرّوا على خدمة الشيطان؟ (اقرأ أعمال الرسل ٥). هل كانت خيانة يهوذا للسيّد أمراً جيّداً مقابل ٣٠ قطعةٍ فضيَّة؟ (متى ١٥:٢٦).

لقد انهزم إسرائيل في أوّل معركة ضدَّ الفلسطينيّين. أقام الإسرائيليّون محلَّةً في "حجر المعونة"، الذي يعني: إلى هنا أعاننا الربُّ. ولم يعلموا بأنَّ الربَّ لن يعينهم طالما أنَّ الخطية باقيّة في كهنتهم. لم يوبّخ عالي أبنَيه اللذين أهانا القرابين والنساء. ولهذا السّبب، لم يعطِهم الله الانتصار على الأعداء إلى أن تكرَّسوا. يا له من درسٍ! إذن، لمَ عليك اتِّباع الطريق الخاطئ بلا سبب؟!

لم يستشِر شيوخ إسرائيل الربَّ للكشف عن سبب هزيمتهم، بل طلبوا بأن يُؤتى بتابوت الربِّ. لقد ابتهج الجنود الإسرائيليّون بشكلٍ هائل لدرجة أنَّ صوتهم ملأ كلِّ الأرض عندما رأوا التابوت في وسطهم. ثمَّ خاف الفلسطينيّون واستعدّوا للأسوأ وسعوا لعدم الهزيمة، لأنَّ صوت هتاف الجنود أرهبهم جداً. لكنَّ الفرح وحده ليس كافياً. فإنَّه من المهمِّ أن تكون خادماً لكي يتمَّ تكريمك.

لقد أصيب شعبُ إسرائيل من قبل أعدائهم، على الرَّغم من وجود التابوت. فالخطيَّة مسألة خطيرة جداً. كلُّ شخص يمارس الخطيَّة سيكون مسؤولاً عن هزيمة الشعب المقدَّس. كم عدد الذين سوف يفوتهم التغيير والشّفاء والنّمو، وكم سيتمُّ إعاقة انتشار عمل الإنجيل في العالم بسبب الخطيَّة الموجودة في وسط أعضاء الجماعة أو قادتها؟ الرّحمة، يا إلهنا المحب!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز