رسالة اليوم

30/07/2024 - فائدةُ صُنعِ المعروفِ

-

-

وَقَالَ دَاوُدُ: «هَلْ يُوجَدُ بَعْدُ أَحَدٌ قَدْ بَقِيَ مِنْ بَيْتِ شَاوُلَ، فَأَصْنَعَ مَعَهُ مَعْرُوفًا مِنْ أَجْلِ يُونَاثَانَ؟» (صموئيل الثاني ٩: ١)

إنَّ عدم نسيان الأصدقاء هي واحدةٌ من صفات رجال الله. لقد شعر داودُ، ملك إسرائيل المتوَّج، بأنَّ عليه فعل الصّواب مع الشخص الذي خاطرَ وفقد حياته في سبيلِ مساعدته؛ أيْ يوناثان بن شاول. كان لا بدَّ أن يكون يوناثان الوريث الشّرعي للعرش، لكن بسببِ جنون أبيه، اختار اللهُ الابنَ الثامن ليسّى لرعاية نسلِ يعقوب. ثمَّ سيفعل العليُّ هكذا وسيسلّم المملكة إلى رجلٍ "حسب قلبه" (أعمال الرسل ٢٢:١٣).

لا نعلم لماذا وضعَ الله العديد من الناس الصَّالحين لمساعدتنا. لكنَّنا في بعضِ الأحيان عندما نصل إلى منصبٍ مريحٍ وجيّد، لا نتذكَّر الشخص الذي صلَّى وصرخ إلى الربِّ من أجلنا ليخلِّصنا ويحرِّرنا من فخاخ العدوِّ. والآن، يقع في الضّيق الناس الذين ساعدونا في السابق، لكنَّنا لا نرفع حتى إصبعاً واحداً لمساعدتهم. الرّحمة!

من الضروريّ أن نخاف القدير ونعيش في محضره في كلِّ ظروف الحياة، ولن نسرَّه بخلاف ذلك. يقابل الخير بالشرِّ كلُّ الذين لا يتذكَّرون مباركة الأشخاص الذين كانوا عوناً لهم، وهذا ليس أمراً جيّداً (مزمور ٣:٧-٥). ثمَّ، لا يجب أن يتصرَّف ابن الله بهذه الطريقة. لذلك، يجب أن تكون هناك مكانة خاصَّة في حياتك للشخص الذي اقتادك للمسيح ودعاك وأصرَّ على حضورك في الكنيسة. ما رأيك بذلك؟

يعاني راعي الكنيسة في أوقات كثيرة من مشقَّات عديدة للحفاظ على بيته وأسرته، لكنَّه لا يتخلّى عن دعوته ومسؤوليته. ثمَّ تنساه بعد أن تزدهر، وتنسى القادة الآخرين الذين كانوا بمثابة ملائكةٍ في الكنيسة التي كنت تتغذَّى فيها روحيَّاً، أو حتى تنسى أبناءهم. ومن الممكن أن ينتقد البعضُ أو يدينون عائلةَ ذاك الشخص الذي خصّص نفسه لرِفعتهم، وسجد أمام الله لكي يتخلَّصوا من روح الشرِّ.

شعر داود بلمسة الروح القدس، لكنَّه لم يقدر أن يتذكَّر أيَّ شخص من بيت شاول لكي يكرمه ويعيله. على الرَّغم من أنَّ ابن الملك السابق قد أخذ مملكته وحكم إسرائيل لمدَّة ٧ سنين ونصف، بينما حكم داود من حبرون، إلا أنَّ داود كان لا يزال يريد أن يعرفَ إنْ كان أحد أفراد بيت شاول بحاجةٍ للمساعدة. يسرُّ الله بكلِّ الذين يفعلون هذا المعروف الروحيّ، ويتمُّ اعتبارهم أشخاصاً حسب قلبه. فإنَّ خدَّام الله ليسوا أشراراً!

لقد أُخبرَ داود لاحقاً عن مفيبوشث، ابنِ يوناثان، الذي تعرَّض لحادث في صغره وأصبح أعرجاً (صموئيل الثاني ٤:٤). ثمَّ أمرهم بدعوة هذا الشاب، وإعادة أرض شاول إليه. وسيجلس هذا الرجلُ فيما بعد على طاولة الملك، وإلى جانبه لتناول الطَّعام. (صموئيل الثاني ٦:٩-٧) يا للكرمِ! تمتلئ عيناي بالدُّموع لمثل هذه المحبَّة!

اسعَ لمعرفةِ إنْ كان أصدقاءك أو أبناءهم في نوع معيَّن من الحاجة وساعدهم! يسرُّ الربُّ بالأشخاص الذين يفعلون هذا الأمر، فينالون الإحسان في محضر الآب. وأصغِ دائماً إلى إرشاد الروح القدس ودعوته، لأنَّك بلا شكٍّ سوف تصبح شخصاً حسب قلب الله. إذن، قُل له: نعم!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز