رسالة اليوم

31/07/2024 - البركةُ الأولى

-

-

وَكَانَ بَعْدَ ذلِكَ أَنَّ دَاوُدَ سَأَلَ الرَّبَّ قَائِلاً: «أَأَصْعَدُ إِلَى إِحْدَى مَدَائِنِ يَهُوذَا؟» فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «اصْعَدْ». فَقَالَ دَاوُدُ: «إِلَى أَيْنَ أَصْعَدُ؟» فَقَالَ: «إِلَى حَبْرُونَ». (صموئيل الثاني ٢: ١)

لقد هرب داودُ من وجهِ شاول لفترةٍ طويلة، لأنَّ الملك شاول شعر بأنَّ ابن يسَّى سيكون خليفته. لقد احترمَ داودُ مسحة شاول، ولذلك لم يقتله على الرَّغم من أنَّ الفرصة سنحت له مراتٍ عدّة. لكنْ لا يحترم الكثيرون سلطانَ شخصٍ، وتسنحُ لهم الفرصة لدفع الممسوح إلى ارتكاب الخطيَّة، فاِحذر من أن تمسَّ مُسحاء الربِّ لأنَّه أمرٌ جديٌّ. (مزمور ٥:١١٥).

عندما وصل إلى داود خبرُ وفاة شاول وابنه يوناثان في المعركةِ، أعرب عن حزنه لفقدان شخصٍ كان له سلطان عليه. فكتب رثاءً ما يزال يحرِّك مشاعر القُرّاء اليوم (صموئيل الثاني ١٧:١-٢٧). يعلن داود في حزنه بأنَّ محبَّته ليوناثان كانت أكثر من حبِّ النّساء، الأمرُ الذي يفسِّره بعضُ الحمقى على أنَّه علاقة مثليَّة، لكن في الحقيقة كان شعوراً لا يختبره سوى الأصدقاء الحقيقيِّين.

لقد سأل داودُ الربَّ عمَّا يجب فعله، عالماً بأنَّ صموئيل مسحه ليكون ملكاً على إسرائيل بأمرٍ من الله. على أيِّ حالٍ، لا تّتخذ القرار الأكثر احتماليّة. وافهم هذا: لا ينبغي كخادمٍ أن تأخذ إرثاً بعجلةٍ. فإنَّ العليَّ سوف يرشدك ويقودك ويوجِّهك، لكنْ عليك أولاً أن تفتح قلبك له وتنتظر إرشاده.

لقد مُسح داود من قِبل القدير، لكنْ، هل كان هذا هو الوقت المناسب؟ وإلى أين يجب أن يذهب؟ لقد كانت هذه هي أسئلة داود، ولم يتردّد الربُّ في الإجابة. إذن، كلُّ الذين يتسرَّعون للقيام بأمورٍ يظنّون أنَّها صحيحة، يكتشفون لاحقاً بأنَّهم ارتكبوا خطأ. يمتلك الآبُ الحقَّ في إرشادنا في كلِّ الأشياء، وفتح الأبواب التي لن تُغلق، وغلقِ الأبواب التي تعرّضنا للخسارات. فكُن يقظاً ومستعداً دائماً لدعوة القدير.

كان الردُّ إيجابيَّاً وقصيراً وسريعاً، لأنَّ الله علم بأنَّ مُختاره حكيماً، وهذا ما يتوقّعه من جميع أبنائه، إلى حدِّ السرور عندما يتصرَّفون بحكمة. ثمَّ، أخبره الربُّ بأن يصعد. كانت هذه هي العلامة القائلة لداود بأنَّه الوقت المناسب لتولّي رعاية شعبه. لكنَّ الشخص الذي خاض حروب الربِّ كان لديه سؤالاً آخر.

لم يبالِ بأين يبدأ الحربَ من أجل عرش إسرائيل، طالما أنَّها كانت بإرشاد من الربِّ. لذلك سألَ: "إلى أين يجب أن أصعد؟". لذلك، حتى إنْ سمعت من القدير عمَّا يجب فعله، فيجب أن تسأله من أين تبدأ. وبالتالي، عندما يعطيك التعليمات يذهب الربُّ أمامك ويفتح لك الطريق ويقودك للنّجاح. فإنَّ خوض الحرب بدون إرشادٍ هو أشبه بالسّير بدون الله، وهذا الأمر سيئ بلا أدنى شكٍّ.

لقد صعد المحارب الصغير إلى حبرون بعد أن سمع ذلك من الربِّ. كان العمل قد تمَّ في قلبه، وكلُّ ما كان عليه فعله هو أن يخطو للحصول على مملكته. فلم يكُن عليه الاستعجال أو التعثُّر.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز