رسالة اليوم

01/08/2024 - رجالُ الحَربِ

-

-

وَجَعَلَ جَيْشًا فِي جَمِيعِ مُدُنِ يَهُوذَا الْحَصِينَةِ، وَجَعَلَ وُكَلاَءَ فِي أَرْضِ يَهُوذَا وَفِي مُدُنِ أَفْرَايِمَ الَّتِي أَخَذَهَا آسَا أَبُوهُ. (أخبار الأيام الثاني 2:17)

يتعلَّمُ الأطفال الدِّفاع عن أنفسِهم في سنٍّ صغيرة في البلدان التي تشهدُ حربًا. إذا أخذنا هذه الحقيقة كمثالٍ، فسوف نستنتج أنَّنا لم نتبع وصايا الربّ فيما يتعلّق بالإنجيل. كثيرون لا يفعلون شيئًا لأنَّهم يقولون إنّهم وصلوا إلى مرحلة الرَّاحةِ. ومن الجدير ذكرهُ أنَّ الكتاب المقدَّس يعلن "إِذًا بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ! " (عبرانيين 4: 9) ولهذا لا ينبغي أن نكتِّفَ أذرعَنا لأنه علينا أن نحاربَ قوى الشَّر كما توصينا الكلمة.

يجب ألَّا نتجاهل أيًّا من تعاليم يسوع الذي قال بوضوحٍ جدًا: مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا (متى 10: 34). وأكد أيضًا: «جِئْتُ لأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الأَرْضِ، فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟ (لوقا49:12). وقد اندلعتْ هذه النَّار عندما نزل الرُّوح القدس في يوم العنصرة. اليوم، يتمّ التركيز على رسالة الربّ من حيثُ: المعجزات والازدهار، ولكنّ هذا نتيجة ثانوية. إنَّ مهمَّتنا وهدفنا الأعظم يجب أن يكون فتحُ أعين الضَّالين لينالوا خلاصَهم.

إنَّ الأمر كلّه يتعلق بالحربٍ الرّوحية، فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ (أفسس ٦: ١٢). اِعلم أنَّ العدوَّ لا ينام أبدًا، وهو يقود الإنسان دائمًا إلى الخطيئة. وحالاتُ الطلاق تتزايد ممَّا يعني أنَّ شيطان الزّنا يتجوَّل بحرّية. وفي جهاد الإيمان من لا ينتصر فهو خاسرٌ.
كان ليهوشافاط مثال رحُبعام، جدُّه الأكبر، الذي لم يهيّئ قلبه لخدمة الربّ وكان ملكًا حزينًا. فلو سلك حسبَ إرادة الله، لَما اتَّخذ قراراتٍ مؤذية. وهكذا إذا تعلَّمَ النَّاس أنَّ كلّ فردٍ يجب أن يكون جندياً طوال ال 24 ساعة يوميًا، سبعة أيام في الأسبوع، فسوف يقاتل الجميعُ بامتيازٍ ولن يكون هناك فشلٌ بينهم.

يجب علينا أن نضعَ وعودَ الله – كرجال حربٍ – في جميع مجالات حياتنا. لا ينبغي أن تسمح للأمراض بالوصول إلى جسدِك؛ ولكن إذا حصل ذلك، فإنَّ الربَّ سوف يشفيهم جميعًا (مزمور 103: 3؛ إشعياء 53: 4، 5؛ متى 8: 17؛ 1 بطرس 2: 24). وأيضًا، لا تسمح أبدًا لأدنى رغبة خاطئة أن تدخل إلى قلبك، فيجب أن تظلَّ كاملاً وبلا لومٍ. لقد وضع يهوشافاط رجالَ الحربِ والحراسة اللازمة في أرض يهوذا.

كان أبوه قد استولى على بعض المدن في المملكة الشَّمالية، وفعلَ مثل ذلك في مدن يهوذا. عندما نسمع ونتعلَّم عن اكتشافاتٍ علمية وتكنولوجية جديدة يومياً، يجب علينا أن نستخدمها، واضعين جنودًا وحرَّاسًا لحماية ممتلكاتنا وضمانها. الآن هو الوقت المناسب لخدمة الله. لذلك بما أنَّ الله منح المعرفة والاكتشافات الجديدة للناس، لذلك يجب علينا استخدام هذه التكنولوجيا.

انهضْ لتنفيذ الأوامر الإلهيّة؛ وإلّا سيُقال عنك ذاتَ ما قيل عن الملوك الذين كانوا كُسالى وغير مستعدّين لخدمة الله كما ينبغي، الذين أعطوا أنفسَهم للخطية، وتركوا شعوبَهم في الفسَاد.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز