رسالة اليوم

04/08/2024 - نجاحُ يهوشافاط

-

-

وَكَانَ لَهُ شُغْلٌ كَثِيرٌ فِي مُدُنِ يَهُوذَا، وَرِجَالُ حَرْبٍ جَبَابِرَةُ بَأْسٍ فِي أُورُشَلِيمَ. (أخبار الأيام الثاني 13:17)

عندما يكونُ شخصٌ ما في حالة جيّدة مع الله، فإنَّ حياته وحياة أولئك الذين هم تحتَ سُلطته تتغيَّر تمامًا إلى الأفضل. بمجرَّد أن بدأ يهوشافاط في خدمة الربّ، تحسَّنتْ كلُّ مراكزه وظروفه. ليس له فقط، بل لجميع رعاياه أيضًا. لم يسبق أن شوهد هذا القدر من البناء المدني في المدن في جميع أنحاء البلاد في نفس الوقت. إضافة إلى ذلك، ظهرَ الكثيرُ من النّاس على استعدادٍ لخوض المعركة في وقتٍ قصير جدًا، وأرسلَ الله رجالًا ذوي شجاعة في أورشليم لفعل الخير. ما أجمل أن تكون خادمًا له!

يعلمُ القديرُ ما يحتاجه الفردُ لتحقيق مهمّته؛ ولهذا يولد الناسُ مسبقاً بما يلزم للعيش بشكلٍ جيد. أولئك الذين يفحصون كلمة الله يكتشفون كنوزًا لا نهاية لها للاستمتاع بها والعيش من خلالها. أعلنَ يسوعُ أنَّ الكتب المقدَّسة تشهد له (يوحنا 5: 36)، وبالتأكيد تشهد لكلِّ واحدٍ منّا. ومن لا يريد أن يعرفَ حقوقه يتعرَّض لأضرارٍ وخسائر كبيرة. لكن إن طالبتَ بها سوف تمتلكها! ماذا ستفعل؟

تعلَّم يهوشافاط من خلالِ الأسفار المقدَّسة في أيامه. والأرجح أنه كان يفرح ويستمتع بالمزامير التي كتبَها جدّه الأكبر، وأسفار موسى أو يشوع، وسجلات أخبار الأيام والقضاة والملوك الذين سبقوه. لم يكن هذا يعني الكثير في السَّامرة لأنَّ قادتهم ذوي السِّيادة لم يكونوا عابدين لله بل للبعل. ولهذا لا توجد سجلات لعجائب الربّ وأعمالهِ كما في زمن يهوذا. الخطاةُ أناسٌ سُذَّج!

إنَّ جيش يهوذا تكوَّن من عَدَنَةُ الرَّئِيسُ بـ 300 ألف محارب. وكان يَهُونَاثَانُ الرَّئِيسُ الذي جمع مئتين وثمانين ألفًا، وكان عمَسْيَا بْنُ زِكْرِي الْمُنْتَدِبُ لِلرَّبِّ ومعه مئتان ألفًا. ومع هذه الأعداد من المحاربين، نرى أنه في تلك الأيام كانت هناك فِرَقٌ كبيرة جاهزة ومسلَّحة. ربما تمَّ تجييشُ أو تجنيد آخرين للانضمام إلى الملك، لكن عمَسيْا تطوع لله. هللويا

وجاء أَلِيَادَاعُ من سِبط بنيامين ومعه 200 ألف رجلٍ مُتَسَلِّحِينَ بِالْقِسِيِّ وَالأَتْرَاسِ. وبعده جاء يَهُوزَابَادُ ومعه مئة وثمانون ألفاً. مليون ومائة وثمانون ألفاً في منطقةٍ أصغر من عشرة آلاف كيلومترٍ مربع عابدة لله. وهذا لا يشمل تلك التي وضعَها يهوشافاط مسبقاً في مدن يهوذا المُحَصَّنة جداً. إنَّ القوَّة التي أعطاها الله له واضحة لا يمكن إنكارها. أمرٌ نافعٌ أن نكون مع الله.

حتى لو كانت بدايتك صغيرة أو متواضعة، فلن تتعثّر وستتغلَّب على العقبات التي تواجه طريقك لأنك تتبع إرشاد الله. اعلَم أنَّ الله سيضع أفضلَ الأشخاص إلى جانبك، لمساعدتك، ولكن ليس ليكونوا عبيدًا أو يعملون بأجرٍ زهيدٍ أو بلا مقابل. كُنْ قائداً! الصّديقون يراعون أنفسَ بهائمهم، فكم بالحري سيكون اهتمامُهم بمساعديهم!

إذا فحصنا كيف عاش خدَّامُ الربِّ في الماضي، يمكننا أن نُدرك ما يريده اللهُ منّا ومن أجلنا في هذه الأيام الحاضرة. حقِّقْ دعوتك بكلّ فهمٍ وقوّة. كُنْ مستعدًا لتنفيذها كمن سيدفع حساباً لله في يوم الدَّينونة. كُنْ خادماً في كلِّ الأوقات.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز