رسالة اليوم

05/08/2024 - خطأ يهوشافاط

-

-

وَكَانَ لِيَهُوشَافَاطَ غِنًى وَكَرَامَةٌ بِكَثْرَةٍ. وَصَاهَرَ أَخْآبَ. (أخبار الأيام الثاني 1:18)

كان كلُّ شيءٍ يسيرُ على ما يرام مع ابن الملك آسا، الذي من نسلِ داود جدّه الأكبر. لكنّه لم يفكّر بشكلٍ سليمٍ، وعلى الأرجح، دون صلاةٍ لمعرفة إرادة الله والسَّير بحسبِها، انضمّ إلى عائلة آخاب ملك إسرائيل. ولم ينتبه إلى أنّ أخآب وإيزابل كانا يتبعان ويعبدان آلهة أخرى، ويشجعان الطوائف الشَّيطانية في الأرض التي أعطاها الربُّ لشعبِه. كانَ للعائلتين نفس الجذور ولكن لم يخدما ويعبدا ذاتَ الإله.

إنّ الزَّواج أمرٌ جدّيٌ للغاية، لأنه يمكن أن يجرفَ الملايين من أبناء وبنات الله بعيدًا عنهُ. وبالتالي يدمر الشَّيطانُ حياتهم تحتَ تأثير قوَّة الشَّر، لأنَّهم تركوا ينبوع المياه الحيّة وحفروا لأنفسِهم آباراً مشقّقة لا تضبط ماءً. قد تبدو الخطيّة ممتعةً في البداية، لكنّها في النهاية تكون مريرة دائماً. اختَر مخافة الربّ.

سوف ندرسُ كيف أدى هذا الخطأ إلى الألم والدَّمار في الأرض المقدَّسة. ومن الحكمة أن تنتبه حتى لا يتكرَّر نفسُ الشَّيء في حياتك. ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ هناك ثمنًا باهظًا يجب دفعه على الأرض وفي الأبدية أيضاً، معاناة وعذابٌ لا نهاية له. الخيارُ لك. الله لا يُلزمك بشيء، ولكن إذا سألته يُجيبك وينصَحك. إضافة إلى ذلك، فإنّ الربَّ يُسَرُّ كثيرًا بأن يقود شعبه إلى النُّصرة.

لا نعرفُ ما الذي دفع يهوشافاط إلى قبول زواج ابنهِ البكر من ابنة أخآب وإيزابل. لكنَّنا نرى هذا بمثابة فخٍّ من الجحيم. ربما كان ذلك بدافع رغبة الشَّاب أو شغفِه بعثليا، التي كانت جميلة وفاتنة ولهذا طلبَها للزواج من أبيها. ربما أقامَ ملكُ إسرائيل حفلةً (وهذا شيءٌ فعلَه مراراً بخبرة!) وخلال تلك الحفلة قرَّرَ الشَّابُ التَّخلي عن المبادئ الإلهية.

الحقيقة هي أنَّ علاقتهما الرُّومانسية ما كان يجب أن تبدأ أبدًا. لكنَّ تجاهل مبدأ الربّ قد تمّ، وصارَ للعدوّ الحقّ في أن يبدأ عمله المدمّر. زلَّة طفيفة تكفي لبدء معاناة لا نهاية لها. ما يُدهِشنا ويُبهرنا لا يجب أن نتقبَّله دائمًا، لأنَّ غياب مخافة الربّ تقود إلى البؤس. فأبناء الظلمة أحكم من أبناء النّور في هذا الجيل.

احذروا من الإصرار على الخطأ، لأنَّ بني إسرائيل فعلوا ذلك ليكون لهم ملكٌ وقد تنازلَ الله لهم، لكنَّه قال إنها ليست إرادته ولا خطته (١ صموئيل ٨: ٧). إذا أصرّيت على الاختيار الخاطئ، فإنَّ الربَّ سوف يسمحَ لك بذلك، ولكن تكلفة العِصيان باهظة للغاية. لن يتشاجر الرُّوح القدسُ معك باستمرار. من الأفضل أن تقرِّر عاجلاً حتى لا تندم وتشكو لاحقاً. فالشَّجرة تعطي ثماراً من نوعها. يستطيعُ الله أن يحوِّلك إلى شجرةٍ نافعة الآن.

لم يُدرك يهوشافاط المعاناة التي سيتعرَّض لها لأنه سمحَ لهما بالزَّواج. لكنَّه سيفهم في الأبدية مدى سوء هذا القرار الأحمق له ولنسله ولشعب يهوذا. لا تدع زلّة تدينك في يوم الدَّينونة. لأنه لا يعفيك شيءٌ حينها. كُنْ حكيماً وأسعِد الربَّ. آمين؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز