رسالة اليوم

06/08/2024 - كشفُ الانقلابِ

-

-

وَقَالَ أَخْآبُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا: «أَتَذْهَبُ مَعِي إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ؟» وَقَالَ لَهُ: «مَثَلِي مَثَلُكَ وَشَعْبِي كَشَعْبِكَ وَمَعَكَ فِي الْقِتَالِ». (أخبار الأيام الثاني ١٨: ٣)

لقد أنبه الربُّ شعبه منذ نشأة إسرائيل المبكرة بعدم الدخول في شراكةٍ مع شخصٍ لا يعبده، لأنَّه هناك أفعال شيطانيَّة في قلوب الذين يرفضون النّور. فإنَّ الإيمان بالله شيءٌ، وعبادته وخدمته شيءٌ آخر. هل رأى الشخصُ الذي تزوَّج من شخص لا يحبُّ الآب، بأنَّ شريكه يخدم الابنَ؟ إذن، ذلك هو سبب عدم قدرة المؤمن الأمين على الارتباط بغير المؤمن أو أن يكون له أيَّ نير معه (٢ كورنثوس ١٤:٦-١٨).

بدأ آخاب بعمل خطَّة استغرقت وقتاً لتنفيذها، في سبيل الحصول على دعمِ يهوشافاط الملك العظيم الذي جمع جيشاً عظيماً من بلدٍ صغيرٍ، والمزيد من الدعم من الذين دفعوا الجزية. علم آخاب بأنَّه لا يجب أن يحارب ضدَّ يهوذا، لأنَّه بالتّأكيد سيختبر الهزيمة. فمن المستحيل تحدّي جيش يهوشافاط المخيف الذي يضمُّ رجالاً مجهَّزين للحرب، وأيضاً معونة الربِّ.

بدأ آخاب تدريجيَّاً يضعف ملك يهوذا. وزوَّج ابنته لابن يهوشافاط البكر. ثمَّ شعر ملك السامريَّة بعد عدَّة سنوات بالوقت المناسب لتنفيذ خطَّته، ودعا يهوشافاط لزيارته. إذن، لا تنخدع بالشرير لأنَّه يهتمُّ بنفسه فقط. كان قد اُستقبِل ملكُ يهوذا عند وصوله إلى السامريَّة ببذخ وتمَّ الاحتفال فيه، مّما جعله مقتنعاً بأنَّ آخاب ملك إسرائيل يحبَّه. وبالتالي، لم يتذكَّر حتى الله.

لقد صدَّق ما رآه لأنَّه انخدع. كانت خطَّة إبليس نفسها التي استخدمها لخداع حواء في جنَّة عدن. لأنَّه يفتح أعين الناس لرؤية جمال الشخص الظاهري، أو تعليمه الراقي وفرحه الساحر، مثل الزانيّة في (الأمثال ٥) التي تأخذ الضحيَّة مثل "حملٍ إلى الذّبح". ولا يزال الشخص المخدوع يظنُّ أنَّه وجد السَّعادة بعيداً عن الله. يا له من جنونٍ أحمق!

لاحظَ الملك الشرير في ذروة الحفلِ بأنَّ يهوشافاط أصبح في متناول يديه، فضغط عليه لقيادة جيشه للحرب ضدَّ سوريَّة. لكنَّ يهوشافاط كما لو كان مخموراً ومفتوناً بالاستقبال المقدَّم له، لم يكلِّف نفسه عناءَ التفكير أو طلب وقتٍ للصلاة. يقول الكتاب المقدَّس إنَّ اتِّخاذ القرار بعجلة هو شركٌ (الأمثال ٢٥:٢٠). فقد وافقَ ملك يهوذا على الانضمام لآخاب. الرحمة! نتكلَّم نحن أيضاً كثيراً في أوقاتٍ عديدة.

لم يكُن على يهوشافاط الموافقة على خطَّة ملك إسرائيل، لآنَّ آخاب كان عابداً للبعل، لذلك يعدُّ شريراً. نتأثَّر أحياناً بحديث الشيطان ونتصرَّف مثل يهوشافاط. لكن من الأفضل أن نستشير الربَّ في كلِّ وقت. يُخزي الربَّ كلُّ الذين يجاوبون بسرعة من دون أن يسمعوه. لو أنَّه صلَّى أولاً، لتجنَّب خطأ الالتزام مع شخص شرّير.

يرينا النصُّ الكتابيُّ بأنَّ يهوشافاط قد بيع للشّيطان، لأنَّه أظهر بأنَّه ليس على ما يرام من خلال طلب الإذن للصّلاة إلى الربِّ. كان ينبغي اختيار الملك آخاب لنبيّ الله أن يخدم يهوشافاط لرفض الدّعوة للمغامرة، لكنَّه للأسف لم يرفض.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز