رسالة اليوم

07/08/2024 - لمسةُ الرّوحِ

-

-

ثُمَّ قَالَ يَهُوشَافَاطُ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: «اسْأَلِ الْيَوْمَ عَنْ كَلاَمِ الرَّبِّ». (أخبار الأيام الثاني ١٨: ٤)

لم يكُن على يهوشافاط قول نعم لآخاب، وبلا شكٍّ أنَّ الله أثقل قلبَ ملك يهوذا ليشعر أنَّ هناك خطأ ما. عانى يهوشافاط منذ أن فازَ به العدوُّ ما بين اختيار إطاعة اللمسة الإلهيَّة أو الذَّهاب وراء عرض آخاب. لذلك أرسلَ آخاب وراء أنبياء السَّامرة، حوالي ٤٠٠ نبيٍّ، لكي يتنبّأوا بشأن حكمة الذَّهاب أم عدم الذهاب إلى الحرب في راموت جلعاد. وكان الردُّ بالموافقة، لأنَّهم ظنّوا أنَّ الله سيمنحهم الغلبة. (الآية ٥).

أظهرَ الربُّ ليهوشافاط عند رؤية ذلك المنظر بأنَّ أولئك لم يكونوا رجاله بل الأعداء. لقد كان الربُّ يشعر بالاشمئزاز حول تصرُّف هؤلاء المحتالون الذين تنبأوا من الشيطان. ولم يثبت شيء بأنَّهم أتوا من الله. في واقعِ الأمر، سأل يهوشافاط ملك إسرائيل إنْ كان يوجد نبيّاً لله. ثمَّ أجاب آخاب بأنَّه يوجد هناك نبيٌّ لا يتنبأ بشيء لصالحه.

شعر ملك يهوذا بلمسةٍ أخرى من السَّماء، لأنَّه دحض تأكيد الملك السامريّ، وتمَّ جلب نبيّ الربِّ إليهما (الآيتان ٧، ٨). ونظراً لأنَّ آخاب أراد فقط سماع الأمور الجيّدة وليست الحقيقيَّة، تكلَّم ميخا مع أولئك الأنبياء الكذبة القائلين بأنَّه يُمكن لآخاب أن يذهب وينتصر. وفي مظهرِ الخداع هذا، حذَّر ملك إسرائيل ميخا بأن يقول ما هو لخيره، لكنَّ النبيَّ أخبره بأنَّه لا يستطيع التحدُّث سوى بما أعلنه الله له.

لو كانت أمور يهوشافاط ملك يهوذا جيِّدة في محضر الربِّ؛ لمَ كان عليه دعوة ميخا ليقول لآخاب بألّا يذهب معه إلى الحرب، لأنَّ العليَّ لا يشترك في إرباكِ إسرائيل. من يعلم، ربَّما لمس قلب آخاب ليتوب ويرجع إلى الله ويكفَّ عن طرقه الشريرة! لكنَّه من المحتمل لم يغيِّر رأيه، لأنَّه استسلم للشيطان. في الحقيقةِ، لم يفكِّر يهوشافاط بهذا الأمر.

ألقى ميخا ما أراد آخابُ سماعه، لكنَّ آخاب علم بأنَّها كانت كذبة واستحلفه بأن يقول فقط الحقيقة (الآية ١٥). ثمَّ كان يجب أن يأخذ يهوشافاط قوَّاته ويغادر. وبعد ذلك، أراه الله بأنَّه لم يكُن مع ملك إسرائيل. وبعدئذٍ، أعطى ميخا المستقبل بالتَّفصيل. لقد أظهر آخاب بحماقةٍ أنَّه ليس لديه خوف لله، وبقي يهوشافاط إلى جانبه بشكلٍ غير مبرّر.

نواجه الصعوبة في فهمِ سبب قبول ملك يهوذا بالذَّهاب إلى الحرب مع آخاب. لقد أخطأ يهوشافاط، الذي كان خادماً أميناً للربِّ وعاش حياته بحسب فكر الله عندما أعطى كلمته للرجل الشرير. لو أنَّه تذكَّر نصيحة سليمان القائلة: "ضَرَرًا يُضَرُّ مَنْ يَضْمَنُ غَرِيبًا، وَمَنْ يُبْغِضُ صَفْقَ الأَيْدِي مُطْمَئِنٌّ." (الأمثال ١١: ١٥)؛ لأنقذَ نفسه من هذا الوضع ورجع إلى بيته.

لقد طلب يهوشافاط الإذنَ لسؤال نبيِّ الربِّ، لكنَّه بالرغم من ذلك لم يصغِ إلى رسالة الله، وإلَّا لكان قد رفض عرض آخاب. وبالرَّغم من أنَّه شهد أمر آخاب لسجن ميخا، إلَّا أنَّه لم يفعل شيئاً لتحرير رجل الله هذا. إنَّ الخطيَّة تُعمي العيون!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز