-
-
فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ لِرُوحِ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هكَذَا. (أخبار الأيام الثاني ١٨: ٢١)
أعلن ميخا عمَّا كان لا بدَّ أن يحدث في الحرب التي سيخوضانها آخاب ويهوشافاط إلى جانب بعضهما البعض. لم يبدو أنَّ ملك يهوذا فهم أنَّها كانت حرباً روحيَّة. وقبل بسخاءٍ أن يذهب مع آخاب، غافلاً عن أعماله الشريرة. وبالرَّغم من أنَّهما علما بأنَّ الربَّ لن يتراجع عمَّا قاله، إلّا أنَّهما غرقا في الخطيَّة وخدعا نفسيهما، متوقَّعين أنَّ وعود الله غير مؤكَّدة، وصدَّقا روحَ الإثم. لماذا تبتعد عن كلمة الله؟
كانت تلك الحرب نهايةَ آخاب، الأمر الذي لم يدركه يهوشافاط. فقد خسر ملك يهوذا الفرصة في التحدُّث عمَّا فعله في تلك المنطقة عندما أمر بتعليم السّكان. مّما أدى إلى تحسين الكثيرين منهم. حتى إنَّ الذين دفعوا الجزية عاشوا بسلامٍ ووهبوا له العطايا. لكنَّه كان في إجازة من إيمانه خارجَ مهمَّته. ولم يكُن كأداة بين يدي الربِّ، برغم رؤية كلِّ ما حدث.
انتهى النبيُّ ميخا بالقول إنَّ الشرَّ لديه سماح إلهيٌّ. لكنَّ ملك يهوذا لم يعِر أهميَّة لذلك. إذن، لا يفهم البعيدون عن الآب سبب حدوث الأمور السيئة. كم عدد الأشخاص الذين يقومون بطلب المغفرة والرحمة والمعونة من الله، وأن يخلِّصهم ويحرِّرهم عند رؤية عائلاتهم تهلك وتسقط في ارتكاب الجريمة والموت قبل الأوان والطلاق وممارسة معاصٍ متعدِّدة!
من الشائع في مثل هذه الأوقات رؤية شخص مثل صدقيّا يجرح النبيَّ. فإنَّ عبد الخطيَّة إنسان متديِّن ويشعر بالغيرة من استخدام الآخرين في تقديم الكلمة. لكنَّه لا يقدر حتى أن يفعل ذلك، لأنَّه ليس في محضر الربِّ. ثمَّ سمع يهوشافاط بأنَّ آخاب أرسل ميخا إلى السجن إلَّا أنَّه لم يفعل شيئاً. وأخيراً، تكلَّم رجل الله عند أخذه إلى الملك الشرير، معلناً أنَّه لن يعود بسلام. لكن لم يتُب الملك على الرغم من ذلك. يا للخطاة المساكين!
لا تشك أبداً بالكلمة التي يوصلها الربُّ أو أحد خدَّامه. فقد كانت هذه هي المرّة الأخيرة التي يسمع فيها الملك رسالةً من فوق. لقد حذَّره إيليا قبل عدَّة سنوات بترك طرقه وإلَّا لن يكون هناك مطر حتى يقول النبيُّ ذلك (١ ملوك ١:١٧). وكما بدا، فإنَّ مملكة الشمال اجتازت بأسوأ جفاف يحدث على الإطلاق خلال ثلاثِ سنوات ونصف. لقد أفشل إيليا أنبياء البعل وأهلكهم مع الأصنامِ أمام آخاب (١ ملوك ١٨)، لكنَّه لم يتُب أيضاً.
يوجد أناس لن يسجدوا للحقِّ. فإنَّ معرفة المشيئة الإلهيَّة هي أفضل من تقدمة الذبائح أو رفعِ الصلوات. سوف يسود الإثم على كلِّ المقيدين بالتقاليد الدينيَّة، لكنَّهم يوماً ما سيندمون على هذا الموقف الأحمق. لا يطلب البعض "الحياة" لأنَّهم استسلموا، ولا يؤمنون أنَّه يمكن أن يفعل كلَّ شيء. لقد قال يسوع: "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا." (يوحنا ١١: ٢٥). إنَّه وقتك الآن!
شيء لا يصدق! بالرَّغم من شهادة الكثيرين عن أخطاء آخاب، إلَّا أنَّ يهوشافاط ذهب معه إلى الحرب! كان الملك قريباً جداً من الموت. وعلى الرغم من أنَّه سمع أنَّ الله سمح لروح شريرة بخداع آخاب، لكنَّ يهوشافاط لم يفعل شيئاً لينقلب على الخطَّة الشريرة. الرحمة! لا تكُن عنيداً مثل هذا الرجل. اِختَر إطاعة الربِّ.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز