رسالة اليوم

09/08/2024 - بساطةُ الملكِ القوي

-

-

وَكَانَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا جَالِسَيْنِ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى كُرْسِيِّهِ، لاَبِسَيْنِ ثِيَابَهُمَا وَجَالِسَيْنِ فِي سَاحَةٍ عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ السَّامِرَةِ، وَجَمِيعُ الأَنْبِيَاءِ يَتَنَبَّأُونَ أَمَامَهُمَا. (أخبار الأيام الثاني 9:18)

إنَّ البساطة هي من صفات خدَّام الله. ومع أنَّ يهوشافاط كان خادماً للربِّ، إلا أنَّه سمح لملك إسرائيل بقيادته. وأظهر شرَّه بالتنكُّر وألبس يهوشافاط ثيابه كملك. لقد عرف آخاب أنَّ الآراميّين كانوا يطلبون إهلاك يهوشافاط الذي لم يُقتل فقط لأنَّه صرخ إلى العلي. لذلك، ينبغي أن يكون الإنسان بسيطاً كالحمامة وحكيماً كالحية (متى 10: 16).

إنَّ استراتيجيّات الحرب التي يستخدمها الإنسان الطبيعي والأشرار ستكون دائماً مختلفة عن تلك التي يستخدمها أبناء الله، وبما أنَّ الربَّ يسير أمامنا فهو يعلِّمنا كيف لا نعرقل أعماله. فكلُّ الذين يطيعون إرشاداته سوف ينجحون دائماً. نحتاج إليه ليرشدنا للخطوات في المعركة مع الظلمة.

سمع يهوشافاط "القائد" آخاب وهو يعطي الأوامر، ولم ينتبه للخطر الذي كان يواجهه. كان من الممكن أن يصيبه سهم أمام هجمات العدوِّ. لذا، اطلب من الله الحكمة فإنَّه يسرُّ عندما نكون حكماء. إذا كنت لا تشعر بشهادة الربِّ قبل أن تقول كلمتك، خصِّص بعض الوقت للصلاة. ومع ذلك، إذا كان هناك شيء يعارض الكتاب المقدَّس، فارفضه.

كان من الجيِّد أن يعرف يهوشافاط كيف يصرخ، وهو ما ينبغي أن يتعلَّمه الجميع، مؤمناً أنَّه عندما يدعو العليَّ فإنَّه يستمع إليه. وعندما رأى الأراميّون أنَّها مركبة الملك، ظنَّوا أنها مركبة آخاب وأحاطوا بها. عندما رأى يهوشافاط التهديد، صرخ إلى الربِّ وسمعه وساعده. تمسَّك بهذه الكلمة. إذا واجهت يوماً ما مأزقاً صعباً، اصرخ إلى الآب لأنَّه يعرف كيف يطرد الأعداء الذين يلاحقون خدَّامه.

ربَّما ابتسم آخاب عندما رأى يهوشافاط محاصراً. والآن يمكنه القتال والفوز في المعركة والحرب دون مساعدة إلهيَّة. يا لها من حماقةٍ! لماذا يحتقرون الخالق، خالقَ الحياة؟ لماذا لا نخدم الإله الحقيقيّ الوحيد؟ لقد اقتنع ملك إسرائيل واعتقد أنَّه يستطيع أن يحتقر الله في حياته، واعتقد أنَّه يمكن أن يخطئ حتى تجاه أصدقائه، ومع ذلك فهو يتعايش بشكلٍ جيد دائماً، لكنَّه كان مخطئاً.

قام رجل بسيط ومتواضع بتعليق قوسه وأطلق سهمه بشكلٍ عشوائيٍّ. وبدون أيِّ تفسير، اخترق آخاب من خلال مفاصل درعه. ما الهدف الذي كان يمتلكه هذا الرامي! والحقيقة أنَّ هذه الاحتفاليَّة لم تكن قرعته، بل كانت رمية يد غامضة أخذت السَّهم لتصيب الملك الذكي وتصيبه بجروح قاتلة. وكان آخاب ذا بنية جسماوية قويَّة، ضعيفاً في الإيمان. وحتى وهو ينزف من جراحه وقف شامخاً أمام السوريّين ومات عند غروب الشَّمس.

عند وفاة ملك إسرائيل، عاد يهوشافاط إلى مملكته في يهوذا. وهناك أرسل له الله نبياً ليقول له أشياء صعبة جداً. لذلك، عندما يوبِّخنا الآب علينا أن نقبل التوبيخ والإنذار ونشكره على محبَّته لنا. إذا أخطأت ولكنَّك ندمت فجأة فهذا يعني أنَّ الربَّ يحبّك. فأنت له!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د.ر.ر. سوارز