رسالة اليوم

11/08/2024 - تمَّ الإعلانُ عن المأساة

-

-

وَخَرَجَ لِلِقَائِهِ يَاهُو بْنُ حَنَانِي الرَّائِي وَقَالَ لِلْمَلِكِ يَهُوشَافَاطَ: «أَتُسَاعِدُ الشِّرِّيرَ وَتُحِبُّ مُبْغِضِي الرَّبِّ؟ فَلِذلِكَ الْغَضَبُ عَلَيْكَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. (أخبار الأيام الثاني 2:19)

عادَ يهوشافاط إلى بيتهِ وكان في سلامٍ بعد الصَّدمة والخوف الذي تكلم به في السَّامرة، لكنَّ هذا الشُّعور لم يكن حقيقياً، لأنّه سيعاني من تجارب أخرى، وإذا لم يكن قوياً في إيمانه، فسوف يستسلم مرَّة أخرى. يجب أن نكون حازمين وأقوياء في المسيح لأنّنا قد نميل إلى الاعتقاد بعد عِدَّة مخاوف بأنه لم تَعُد لدينا مشاكل مع العدوّ. فلكي نكون ناجحين ومنتصرين ضدَّ خداع العدوّ، يجب علينا أن نكونَ دائمًا على الطريق الصَّحيح – الكلمة.

لنذهب إلى نبيٍّ اسمه ياهو، وكان قد أُرسِل ليوبِّخ يهوشافاط. بدأ رسالته بسؤال الملك عمَّا إذا كان من المناسب مساعدة الأشرار وأن نحبّ مبغضي الربِّ. ثمَّ قال مباشرة أنّ غضب الله قد وقعَ عليه. فلو كان يهوشافاط قد حفِظ وصايا الله، لَما أصابه أيُّ شرّ. نفس الأشياء تحدث لنا. عندما لا نطيع التَّعاليم الإلهيَّة، ستمرُّ حياتنا بتجارب شديدة.

فعلَ يهوشافاط أمرين لم يُرضيا الربّ في السَّامرة. أولهما كان مساعدة آخاب الشّرير الذي وقع في فخّهِ وذهب إلى الحَرب معه. ولو كان قد صلّى لانفتحتْ عينيهِ ولم يذهب ليُساعد أعداء الله. والخطأ الثاني هو أنه لم يفعل شيئًا لصالح ميخا الذي جاء بالرِّسالة السَّماوية، فأُرسل إلى السِّجن. ملكٌ أحمقٌ.

عرفَ ياهو كيف يقدّم التوبيخ، مُظهرًا لقائد يهوذا الصّفات التي فيه: لقد أزال التماثيل الخشبية من الأرض وأعدَّ قلبه ليطلبَ الله (الآية 3). كانت زيارة يهوشافاط للسَّامرة عبارة عن نزهة في البرّية، لأنه لم يفعل شيئًا ذو أهميّة أو قيمة هناك لعدم طلبه الإرادة الإلهية من خلال الصَّلاة. إنّ وجوده هناك يقدّم شهادةً على أنّهم فعلوا "الصَّواب"، حيث انقسمتْ الأسباط العشرة من بيت داود لتأسيس المملكة التي عبدتْ الشَّياطين.

شعرَ بما يجب فعله عندما عاد يهوشافاط إلى بيته مرَّة أخرى، فافتقد شعبه من بئر سبعٍ حتى جبل أفرايم، ممَّا دفعهم جميعًا إلى الرُّجوع إلى إله آبائهم. وحدثت النَّهضة في أرضهِ. هذا ما يُريد القديرُ أن يحدثَ لنا أيضًا، حتى لا يجد الشَّيطانُ ثغرةً ليهلكنا. قُمْ بتنفيذ عمل الله بتفانٍ قبل أن يتغلب غضبُهُ على حياتك.

شهِدَ الملكُ تحوُّلٌ حقيقي في قلبه، مدركًا إلى أيِّ مدى ابتعد عن التَّعليمات والتوجيه الإلهي. وفي وقت قصير جدًا، أحدثت خياراته الجديدة وقراراته آثارًا ونتائجَ إيجابية لرعاياه، وأصبحتْ الأمة بأكملها الآن تعيش وفقًا لإرادة الله ومبادئه. ما كان ينقصه في السّنوات الأولى من حكمهِ قد تمَّ إصلاحه الآن. وأقرَّ أنه يجب أن يمارس المواقف الصّحية مرَّة أخرى، لئلَّا يرفضه أو يتخلّى عنه الذي لا يأمرنا إلّا بفعلِ الأشياء الممتازة.

تعلَّم الدَّرسَ: انظر من أين سقطتَ وارجع إلى حضنِ العليّ. لا تسمح للشَّيطان أن يجعلك تُخطئ وتهلك إلى الأبد، أنتَ أو أحبائك. افعل كلَّ ما في وِسعك لتجعلهم يفهمون أنَّ البُعد عن الآب يعني الظلمة الأبدية.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز