وَالآنَ لِتَكُنْ هَيْبَةُ الرَّبِّ عَلَيْكُمُ. احْذَرُوا وَافْعَلُوا. لأَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَ الرَّبِّ إِلهِنَا ظُلْمٌ وَلاَ مُحَابَاةٌ وَلاَ ارْتِشَاءٌ». أخبار الأيام الثاني7:19

تمَّ اختيارُ القضاة من بين اللَّاويين والكهنة ورؤساء إسرائيل. من المؤكد أنَّ الكثيرين كانوا ينتظرون أن يُدعوا إلى هذا الشَّرف، لكن بما أنَّهم لم يسيروا بشكلٍ صحيح، لم يتم اختيارُ الكثير منهم للقيام بذلك. كم من الناس يطمحون إلى الخدمة ولكنَّ اللهَ هو من يختار خدامه؟ ليست إرادة الإنسان هي التي تحدّد دعوته للرِّسالة، بل الطريقة التي يحيا بها الإنسانُ أمام العليّ، لأنَّ الله يختبر القلبَ وليس المظاهر الخارجية (1 صم 16: 7). والفرق يصنعه التكريس لله.

إنَّ الذين تمَّ اختيارُهم ليحكموا بين قضايا الناس أمام الربّ لم يعيشوا بشكلٍ عشوائي أو بعثرة؛ كانوا معروفين شجعاناً و"مواطنين صامدين". أولئك الذين يعيشون حياة صالحة سيكونون دائمًا ناجحين في نظر الله وحضوره. أما الأشرار فسوف يضيِّعون الفُرص التي من شأنها أن تجلب لهم نتائج جيدة. والذين تمَّ اختيارهم أقاموا في الأرض مع ملكِهم وعادوا إلى أورشليم، موطنهم.

عندما يعودُ المَسيح، فقط أولئك الذين خدموه بكلِّ قلوبهم سيَصعدون معه إلى أورشليم السَّماوية. لم يطلب الملكُ منهم ذلك، بل أمرَهم أن يتصرَّفوا في خوف الربّ بأمانة وقلبٍ كاملٍ. (٢أخبار الأيام ١٩: ٩) هذه الوصيّة لنا. أولئك الذين لا يعيشون في مخافة الربّ ينحرفون إلى الشَّياطين ويفعلون ممارساتٍ تضرُّ بنجاحهم. والأسوأ من ذلك أنّهم مستبعدون من أبديّة السَّماء، ومصيرهم هو الدّينونة.

حثَّ ملكُ يهوذا رعاياه أن يعرضوا دائمًا فِي كُلِّ دَعْوَى تَأْتِي إِلَيْكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمُ السَّاكِنِينَ فِي مُدُنِهِمْ، بَيْنَ دَمٍ وَدَمٍ، بَيْنَ شَرِيعَةٍ وَوَصِيَّةٍ مِنْ جِهَةِ فَرَائِضَ أَوْ أَحْكَامٍ (الآية ١٠)، حتى يبيّن لهم القضاةُ كيفيَّة عدم الإساءةِ إلى العليّ. عندما يكون لدى الناس خوفُ الله، لا توجد هذه الأشياء؛ ولكن بما أننا لم نبلغ الكمال بعد، فغالبًا ما نتعرَّض لاستفزازاتٍ وردود أفعال. في هذه الحالات يكون التَّحذير الجادّ حلاًّ كافيًا للمشكلة.

كان عليهم أن يكونوا محايدين في حكمِهم لتجنّب التواطؤ والذَّنب، حتى لا يجلبوا غضب الله عليهم. أولئك الذين لا يحترمون كِلا الجانبين لإجراء الحكم الصَّحيح، لا يتخيَّلون تأثير الشَّيطان عليهم. علينا أن نُعطي الناسَ ما يستحقونه بغضّ النَّظر عن هويتهم. ومن الجيد بعد إصدار الحكم أو أثناء تقديم رسالة الله لهم، حتى إذا أصلَحوا طرقَهم، لن تكون هناك مشاكلٌ في المستقبل.

كان رئيسُ الكهنة أمريا يترأسهم في كلّ أمور الربّ. لقد كان مثل محكمة الاستئناف. وَكان أَمَرْيَا الْكَاهِنُ الرَّأْسُ عَلَيْهمْ فِي كُلِّ أُمُورِ الرَّبِّ، وَزَبَدْيَا بْنُ يَشْمَعِئِيلَ الرَّئِيسُ عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا فِي كُلِّ أُمُورِ الْمَلِكِ، الذي كان بمثابة محكمة المراجعة، وَالْعُرَفَاءُ اللاَّوِيُّونَ أَمَامَهمْ (ع11). كان التسلسل الهرمي أفضل ما يُمكن في تلك الأيام، وبالتالي ستعيش الأمة في سلامٍ.

أمرَهم أن يبذلوا جهداً كبيراً في أداء مهمَّتهم. إنَّ الله مع الصَّالحين. ليس في الله إثم ولا محاباة ولا رشوة. وإلّا لا يصلحون ليكونوا خدّاماً. آمين

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز