رسالة اليوم

13/08/2024 - دينونة الربّ

-

-

وَكَذَا فِي أُورُشَلِيمَ أَقَامَ يَهُوشَافَاطُ مِنَ اللاَّوِيِّينَ وَالْكَهَنَةِ وَمِنْ رُؤُوسِ آبَاءِ إِسْرَائِيلَ لِقَضَاءِ الرَّبِّ وَالدَّعَاوِي. وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ (أخبار الأيام الثاني 8:19)

يجبُ على القادة الذينَ في مناصبِ القيادة أن يَعرفوا ما يحدث لرعاياهم – كيف يعيشون ويخدمون الله، وهذا ينطبقُ على قادة العائلات، وقادة الكنيسة الذين لديهم مناصب ومسؤوليات، ورجال الأعمال وأيّ شخص ذو سلطةٍ في أيّ مجموعة أو فئةٍ من الناس، والمجتمع – صغير أو كبير. إنَّ العدوَّ دائمًا ما يُضعف العقل البشري، ممّا يؤدي بالكثيرين إلى التقصير في مسؤولياتهم.

أمرٌ ضروريٌّ وهام هو الرُّجوع إلى الربّ عند اكتشافِ أيّ خطأ، لأنه يُمكن لأيِّ شخص أن يرتكب الأخطاء عندَ الابتعاد عنه. وهذا يتطلب العملَ والجهدَ والتعبَ، وفي بعض الأحيان التّضحيات. مهما كان نوعُ العمل أو المهمّة التي نقوم بها، علينا أن نسعى لتوجيهاته لكي نفعل ما يعلّمه. لا تدع الشَّيطان يتدخل أبدًا في قداستك، وفي احترامك للأمور الإلهية، وفي محبَّتك لقريبك وللآخرين.

كانت العدالة السّائدة بدائية في جميع أنحاء يهوذا المُختلفة، ولكن مع قرار يهوشافاط بتعيين قضاةٍ في كلّ أنحاء المملكة، لم يَعُد هذا هو الحالُ. لقد زار المدن المحصَّنة، مطالباً إيّاها بتحمُّل المسؤولية، لأنَّها تمثل الربّ في قراراتها وقضاياها. فينبغي عليهم أن يكونوا حذرين للغاية، لأنهم كانوا يتلقون المساعدة والمعونة الإلهية في هذا النشاط الهام. أصبحت البلاد مستعدّة لرؤية مجد الله بالحقّ.

باركَ يهوشافاط القضاة قائلاً إنَّ مخافة الربّ معهم. وهذا يعني أنه كان عليهم أن يُمارسوا هذا الخوف، لأنه ليس في الله إثمٌ ولا محاباة أو رشوة. صدرَ الحكم في الأيام السّابقة، من قبل مجلس الأعيان الذي يجتمع بعد ظهر كلّ يومٍ على أبواب المدينة للنّظر في جميع القضايا. ولكن بعد مبادرة الملك هذه، سيتم التعامل مع هذا الأمر من قِبل أشخاص قادرين ومُخلصين ومرشحين خصّيصًا لهذه المهمَّة.

يُمكننا أن نلاحظ أهميّة وقيمة التوبيخ الذي تلقاه الملكُ بعد أن سَمِع من ياهو أنَّ الله غاضبٌ عليه. في تلك الأيام، كان العليّ يكلمنا من خلال الأنبياء، ولكنه اليوم يكلمنا من خلال كلمتهِ. فأصلحَ الملكُ طرقه. ولكن لو لم يكن الأمرُ كذلك، فمن المؤكّد أنَّ الأمور ستأخذ منعطفاً نحو الأسوأ. للأسف، كلُّ الذين يبردُ إيمانُهم يستسلمون لتجارب حمقى، إلى حدّ عقد التزاماتٍ مع الذين لا يحبُّون الربّ.

إذا كنّا نُدرك أنَّ الله معنا في كلِّ لحظة وفي كلِّ مهمَّة، فسنفعل ما هو صوابٌ ومقدَّسٌ أمام عينيه. وهذا ضروريٌّ لأنَّ أدنى إهمال أو زلّة يمكن أن تسمح للعدوِّ باستغلالنا، ومن المؤكد أنَّنا سنرتكب خطأ. فالذي يمكثُ في قبضةِ الشّيطان لا يستطيع أن يُنصِف أو يفعل الصَّواب. عندما يتلوَّث القلب أو العقل بأعمالِ الشّيطان، فإنَّ كلَّ شيءٍ يسير على نحوٍ خاطئ. الرّحمة!

اتَّخذَ القضاةُ من شريعة موسى وأقوال الأنبياء وإملاءاتهم أساسًا قانونيًا لتحقيق العدالة الإلهيّة والنُّطق بها. اليوم لدينا العهدُ الجديد ليقودنا بعيدًا عن الخطية أو التّجربة أو الانحراف. إذا اتبعنا الربَّ سنكون دائمًا على حقّ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز