رسالة اليوم

14/08/2024 - إجابةُ يهوشافاط العظيمة

-

-

فَخَافَ يَهُوشَافَاطُ وَجَعَلَ وَجْهَهُ لِيَطْلُبَ الرَّبَّ، وَنَادَى بِصَوْمٍ فِي كُلِّ يَهُوذَا. (أخبار الأيام الثاني 3:20)

كانت العقوبة في طريقها ولن تكون خفيفة. الشرُّ الكبيرُ يتطلَّبُ ردَّ فعلٍ عظيمٍ. لو لم يكن يهوشافاط يخاف الربّ، لكان عليه أن يستخدم كلَّ موارد يهوذا المادية ويدفع لأحدِ الملوك من أجلِ إنقاذه، كما هو الحال من سوريا أو من مِصر. لكنَّ الذي يؤمن بالإله الحقيقي يعلم أنّ الله الذي يسمح بالتّجارب، هو وحده القادر على إنهائها. لكنّ الاستجابة يجب أن تكون من ذاتِ الحجم والنَّوع، وهو لم يتردَّد في ذلك.

تمَّ تشكيلُ اتّحادٍ أممي لتدمير مملكة يهوذا. ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ هذا سيكون أكثر من كافٍ لهزيمة الشَّعب المُختار بالنسبة للمُشاهد الطبيعي. لقد اجتمع بني عمون والموآبيون وجبل سَعير. لقد بدوا لا نهاية لهم في العددِ، مندفعينَ بكلّ كراهية، وهذهِ أجرة الشَّيطان الذي دفعهم ليفعلوا مشيئته. لكنَّهم نسَوا شيئًا واحدًا: كان يهوشافاط خادماً لله الذي لا يخطئ.

كان الملجأ الوحيد الممكن هو الدّخول إلى حضرة الربّ. لهذا خافَ الملكُ حقاً، لكنَّه لم يسمح للخوف أن يحتلَّ قلبه أو لليأس أن يلوّث روحَه. هذا هو أحدُ الأسرار التي يجب تعلّمها وممارستها دائمًا! إذا امتلأت نفسُك بتهديدات الشَّيطان وأكاذيبه، فلن تتمكّنَ من أن تمارس إيمانكَ بالعليّ. إذا كان عقلُكَ مضطربًا فلن تتمكَّنَ حتى من الصّلاة. إنَّ احترام القدير ومخافتهُ هو كلُّ ما يجب أن يحدث في قلبِ الشَّخص المُخلَّص.

طلبَ ملكُ يهوذا الربَّ، القادر أن ينقذه ويحرّره. وحده سيّد الحرب. إذا سمحَ لأيّ شيء أن يهدّد حياتكَ، فذلك لأنك رفضته أو تخلَّيتَ عنه. لذلك زرع الشّرير بعضَ أعماله في حياتك. ولكن مادام العملُ السّيئ يجلب لك المعاناة، فإنَّ العمل الجيّد سوف يخلّصك. الله عادلٌ ولن يسمح للشَّر أن يدركك إذا صلّيت مباشرة بإيمان. لماذا لا تسوّي علاقتك معه الآن؟

موقف يهوشافاط أمام الغضب العظيم الذي حلَّ عليه يجب أن يتكرَّر دائمًا وفي كلِّ مرة يحدث لك ذات الشَّيء. لا تدع الشَّيطان يستخدمك. كم مرَّة حظيتَ بالبركة ولكنك لم تميّزها أو تقرَّ بالفوائد التي حصلتَ عليها؟ تُبْ وسيتم الرَّد عليك الآن. يقول القديرُ إن كنَّا غير أمناء معه، هو يبقى أمينًا دائمًا، لأنه لا يُنكر نفسه (تيموثاوس الثانية 13:2).

طلبَ الملكُ الربَّ واستمرَّ في ذلك حتى حصلَ على الاستجابة. لا يجب أن نعتقد أنَّ الله لا يريد أن يفعل شيئًا معنا. فقط أولئك الذين يصبرون إلى المنتهى يخلصون، ويُشفون، ويتحرّرون، ويُفدون. محبَّة الآب أبدية لا نهاية لها؛ لذلك لا تقل أبدًا "ليس هناك طريق آخر!" اقترب من الربّ العليِّ بالصّلاة وبقراءة الكتاب المقدّس، وهو سيُعلّمك ماذا تفعل. لا تيأس من تهديد الخبيث فإنّه كذابٌ. (يوحنا 44:8)

تلقى قلبُ الملك إرشاداً: كان بحاجة إلى دعم جميع السُّكان، لذلك أمر الجميع بالصَّوم والصَّلاة. عندما يهجم العدوُّ، ادعُ عائلتك للصَّوم والصَّلاة معًا لطلب المساعدة الإلهيّة. يُعرف الله أيضًا بالرَّحيم. الحلُّ في الربّ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز