رسالة اليوم

15/08/2024 - الصَّلاة الفاعلة

-

-

فَوَقَفَ يَهُوشَافَاطُ فِي جَمَاعَةِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ أَمَامَ الدَّارِ الْجَدِيدَةِ (أخبار الأيام الثاني 5:20)

لقد نجحتْ دعوة يهوشافاط، فجاءت الأمة كلَّها تطلب من الربّ المعونة، وانضمّت إلى الملك في الصَّوم الذي أعلنه. لم يكن هذا شيئًا خاصًّا بهِ، فعلى الرُّغم أنه الوحيد الذي ارتكبَ خطأ الانضمام إلى آخاب، إلّا أنَّ الجميع سيُعانون من العواقب. لذلك، لو لم يصوموا من كلّ قلوبهم، لماتَ معظم رجال يهوذا في المعارك عندما تصل الجيوش المتّحدة ضدَّهم خلال أيام قليلة، ولَعانتْ النِّساء والأطفال أيضًا من مصيرٍ رهيبٍ ومأساويٍّ.

لا تتجاهل ما يُمكن أن يفعله الشَّيطان بك وبعائلتك وبالآخرين. إنه شرّير وجاء ليسرق ويذبح ويُهلك (يوحنا ١٠:١٠). إنّ الشَّباب الجميلَ الذي نتمتَّع به في بيوتنا، إذا عشناه دون المَسيح، سيكونُ قذرًا مثل أسوأ حالات الناس في عالم الجريمة والدَّعارة والمخدرات. الشَّيطان لا يسلّي أحداً، لكنّه يسبِّبُ الألم والمعاناة التي لا نهاية لها.

عندما يدعوك راعيكَ للصَّوم، لا تفوِّت الفُرصة. عندما تشعر أنه يجب عليك تكريسُ نفسك لقضيةٍ ما، افعل ذلك دون إخبار الآخرين. إذا كانت التّجارب تزعجك، أو تدفعك إلى التفكير في أشياء فظيعة وقذرة مثيرة للاشمئزاز، أو كنتَ تمارس أيًّا من هذه الأشياء، فاطلبْ الربَّ ما دام هناك وقتٌ، لأنه عندما يتحِدُ الجحيمُ ليفترسك، فإنَّ الله وحده سيكون قادرًا على معونتك.

لَما حدثَ أيٌّ من ذلك لو كان يهوشافاط أمينًا لكلمة الله. في تلك الأيام، حتى دافعو الجزيةِ فرحوا به وقدَّموا له الهدايا؛ ولكن عندما أهان القديرُ، تآمروا ليهلكوا الملك وأمَّته. إذا لم تكن حذرًا، فسيحدث ذاتَ الشيء لعائلتك وأحلامك والخطة التي رسمَها الربُّ لك لتعيش وتحققها. لذلك لا تستسلِموا لمكر وأكاذيب الشَّيطان. نعم، ارجعوا إلى الله الرَّحيم.

أدركَ ملكُ يهوذا أنه لم يَعُد بإمكانه أن يستريح، دون استخدامِ إيمانه، بل كان عليه أن يقفَ أمام جماعة يهوذا وأورشليم في بيت الربّ، أمام المحكمة الجديدة. أين عليك أن تقف؟ صلّ إلى الآب السَّماوي من أجل هذا، بالتأكيد هناك مواقف روحيّة هامّة يجب عليك تصحيحها وضمانِها. عندئذٍ، ستكونُ قويّاً أمام الجميع وفي حضور القدير، ستتمكن من أن تصلي صلاة الانتصار.

ذكّر نفسَه أمام الله ببعض الحقائق أثناء الصَّلاة. وتصرّفه بهذه الطريقة لا يعني أنّ الله قد نسيَ. فعندما نذكّرهُ، نذكِّر أنفسَنا ببعض أعماله وبركاته علينا وعلى الآخرين. وهذا أمرٌ بالغ الأهمية للحفاظ على إيماننا خاليًا من الانطباعات السَّلبية وأكاذيب العدوّ. وبالتالي متابعة الصّلاة المنتصرة.

سألَ يهوشافاط القدير قائلاً أليس هو الله في السَّماء (آية ٦). وهل يوجد أعظم منه في العالم الرُّوحيّ؟ لا، ولكن بهذه الطريقة دعا الملكُ الربَّ وغيرته على اسمِه، ليفعل ما يُمكن فعله. في الحقيقة هو الوحيد في الكون بكلّ الأبعاد والحواس. ثِقْ بالله دائمًا.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز