وَقَالَ: «يَا رَبُّ إِلهَ آبَائِنَا، أَمَا أَنْتَ هُوَ اللهُ فِي السَّمَاءِ، وَأَنْتَ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى جَمِيعِ مَمَالِكِ الأُمَمِ، وَبِيَدِكَ قُوَّةٌ وَجَبَرُوتٌ وَلَيْسَ مَنْ يَقِفُ مَعَكَ؟ (أخبار الأيام الثاني 6:20)

أظهرَ الملكُ يهوشافاط نوع الإيمان الذي يمتلكه بالله أثناء الصَّلاة أمام الشَّعب، لم يكن إيمانًا ضعيفًا صُنعة العقل البشري، بل إعلاناً من الرُّوح القدس. وهكذا بدأ الملكُ ينتصر من خلال إيمانهِ. وأنت سوف تنتصرُ أيضًا إذا كنتَ يقظاً وأدركتَ ما يُعلن لك، وصلّيتَ متضرّعاً حسبَ الإرشاد الإلهي.

إضافة إلى إثارة غيرة الربّ بسؤاله عمَّا إذا كان هو حقًا ملك السَّماوات، ذكرَ الملكُ أنَّ العليَّ يُهيمن على كلِّ ممالك البَشر، وبالتالي يستطيع أن يضعَ نهاية للمواقف الشّريرة التي تأتي لتبطلَ الوعود الإلهيَّة. لذلك استعانَ يهوشافاط بالربّ ضدَّ الذين يُريدون القضاء عليه وعلى شعبه. كان يعلم أنَّ القديرَ سيستجيبُ له.

يجب أن يثقَ المُصلّي بالرُّوح القدس أنّ طلبته قد استُجيبتْ عندما ينتهي من الصُّراخ إلى الربّ. بغضِّ النَّظر عن المشكلة، سيمنح الربُّ معونته ويسمع للشَّخص الذي يؤمن. ومن تلك اللحظة فصاعداً، يختفي الشَّرُ الذي هاجمَ ذلك الإنسان. لأنّه من المستحيل أن نُهزَم عندما نصلي بوحيٍ من الله. فهو الذي يُعطي البذار، كما يُعطي الثَّمر. إنَّها مسألةُ وقتٍ وإيمانٍ فقط.

والآن تصرَّفَ يهوشافاط كما فعلَ داود، جده الأكبر، ولهذا تمّتْ الاستجابة له بنفس الطريقة. كلُّ من يتصرّف هكذا، ينال نفس المعاملة؛ ففي النهاية، الربُّ لا يحابي أحداً (رومية 2: 11). ومن لا يستفيد من صلاح الله يخسر الفرصة العظيمة للعيش كمنتصرٍ. لماذا تُهزم وتبقى تحتَ هذا العنوان إلى الأبد؟ الربُّ لديه الرّحمة!

الشّيءُ الهام هو أن تجعل الله يتحرَّك من أجلك. عندما يتصرَّف لصالحِ شخصٍ ما، فلن يخسرَ الشَّخصُ معركةً أبدًا. لو ظلَّ يهوشافاط والشَّعبُ هادئين، لانتصرَ العدوُّ. ولكن بما أنَّ الملكَ اعتمد على الكتاب المقدَّس، فقد سارع العليُّ إلى مساعدتهِ. ليس من الضَّروري القول إنّ اتِّحاد الَّر قد هُزمَ. الربُّ قويٌّ!

ماذا سيُكتب عنك؟ هل خذلك الله أم أنك فشلتَ، وبالتالي "تمنع" يدي العليّ من العَمل؟ لا تنتظر أن تتحرَّك أو تصرخ إلى الواحد الذي يستطيع ويجد المتعة في مساعدتك. إذا تركتَ الأمرَ لوقتٍ لاحقٍ، فقد يكون الوقتُ قد فات. هذا هو الوقت المناسب لبني العليّ أن يطلبوا الله بكلِّ قلوبهم، ليسبِّحوا الربَّ ويوبّخوا العدوَّ. دعونا نتصرَّف هكذا.

يُريد حاكمُ جميع ممالك البشر أن يسمعَ منك، وسيبدأ في التَّصرف. عندما تطلب شيئًا ما، افعل ذلك بكلِّ أمانة، وثِقْ أنه قد تمَّ الردُّ عليك. كلُّ من صلّى بشكلٍ صحيحٍ انتصرَ، واستجابَ الله له.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز