-
-
أَلَسْتَ أَنْتَ إِلهَنَا الَّذِي طَرَدْتَ سُكَّانَ هذِهِ الأَرْضِ مِنْ أَمَامِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ وَأَعْطَيْتَهَا لِنَسْلِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ إِلَى الأَبَدِ؟ (أخبار الأيام الثاني 7:20)
ذكرَ يهوشافاط الوقتَ الذي طردَ فيه الله سكانَ كنعان أثناءَ صلاته للربّ، وأعطى تلك الأرض لنسلِ إبراهيم خليلهِ إلى الأبد. كتب الرسولُ بولس في غلاطية 3: 14 أنَّ المواعيد الإلهية التي كانت للآباء وصلتْ إلينا نحنُ الأمم. لذلك فإنَّ من أسُسِ الصَّلاة والحصول على الاستجابة الإلهيَّة هو أن تتذكر أنَّ لك حقٌّ في الميراث والمطالبة بهذا الحقّ.
إنَّ الله لا ينسى شيئاً، أمَّا نحنُ فننسى. وعندما نذكرُ وعداً من الربّ، في الحقيقة، نتذكَّر أنَّ البركات ليست صَدَقةً، بل هي حقوقٌ يَعترف بها الربُّ، ولا يجب أن نتنازل عنها أبدًا تحت أيّ ظرفٍ. ونحنُ لا ننظر فقط إلى ما وعدَ به إبراهيم، بل أيضًا إلى كلِّ ما اشتراه لنا يسوعُ بدمهِ على الصَّليبِ.
فكِّر في الأشياء السَّيئة التي حدثت لك - في جسدك، في حياتك المالية، العاطفية، العائلية، الزَّوجية والمِهنيّة - ولا تقبل ذلك الشَّر. ابحث في الكلمة عن شيء يتحدَّث عن القضيّة التي تعيشها وامتلك كلَّ ما يعلنه الربُّ لك. وبدلًا من الشَّكوى أمامهُ، اشكره لأنه كشفَ لك الحقيقة، ثمَّ اطلبْ أن يصبح هذا الواقع حقيقيًّا في حياتك، معطيًا الأوامرَ للعدوّ بالرَّحيل.
نحنُ النَّسلُ الحقيقيُّ لإبراهيم، الذي وُلِد إيمانُه من خلالِ الوحي المقدَّس وليس بالجسَد. وهكذا لم ينال هذا الميراث النسلُ الجسدي. والآن، هم والأمم الذين يقبلون يسوع سيُصبحون ورثة لله ووارثين مع المَسيح، ولهم الحقّ في كلّ البركات الإلهيّة. عندما آمنَ إبراهيمُ، حُسِبَ إيمانه برّاً. لذلك يتم التعاملُ مع المؤمنين بيسوع بنفس الطريقة.
صرَّحَ الرَّسولُ بولس أنَّ الذين يقبلون الإيمان بالمَسيح هم أبناءُ إبراهيم (غلاطية 3: 7)، الذي تتبارك فيه جميع الأمم، كما أعلنَ اللهُ عن نفسهِ (تكوين 26: 4). لذلك، علينا أن نكرزَ أنَّ التبرير بالإيمان. وبالإيمان ينال الناسُ الغفران من خطايا الماضي، وعندما يولدون ثانيةً - وهو ما يتم بالرُّوح القدس وبكلمة الله -، لن يكون عليهم أيّ دينونة، لأنهم صاروا خليقة جديدة.
إذا كنتَ جزءًا من العائلة المخلَّصة، وكونك عضوًا في الإيمان بالمَسيح، فأنت مباركٌ مثل إبراهيم. عندما نعلم أنَّ يهوشافاط ذكرَ أنَّ الربّ أعطى الأرض الجغرافية للأحفاد حسبَ الجسَد، يمكننا أن نبتهجَ، لأنَّنا، كمؤمنين بيسوع، نصبح بذرة إيمان إبراهيم. وبهذا تكون لنا أرض الموعد كبركة – إنجيل ملكوت السَّماوات، الذي هو أكبر وأكثر بركة من كنعان.
علينا أن نكون يقظين دائمًا حتى لا نقع في التَّجاربِ وإغراءات الجسَد، لأنَّ العدوَّ نجحَ في إغلاق بصيرة أولئك الذين لا يؤمنون بأننا الورثة الحقيقيون للوعود التي قُطِعَتْ لإبراهيم، وكذلك ليسوع. كم هي جميلة، أليس كذلك؟
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز