-
-
وَالآنَ هُوَذَا بَنُو عَمُّونَ وَمُوآبُ وَجَبَلُ سَاعِيرَ، الَّذِينَ لَمْ تَدَعْ إِسْرَائِيلَ يَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ حِينَ جَاءُوا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، بَلْ مَالُوا عَنْهُمْ وَلَمْ يُهْلِكُوهُمْ، (أخبار الأيام الثاني 10:20)
إنَّ بني عمّون وموآب من نسلِ لوطٍ، ابن أخي إبراهيم، وابنتيه، اللّتين أسكرتاه واضطجعتا معه (تكوين 30:19-38). واللذين من جبل سعير ينحدرون من عيسو (تكوين 36: 8، 9)، أخي يعقوب؛ لذلك كانوا أيضًا أبناء عمومةٍ لبني إسرائيل. عليهم أن يحبُّوا الذين جاءوا من إبراهيم، لأنّهم يعرفون أنه مختار الله. ولكن مع مرور الوقت، حصلتْ أحداثٌ كثيرة، وبدأوا يكرهون شعب الربّ.
قالَ يسوعُ أنَّ أعداءَ الإنسان أهل بيتهِ (متى 10: 36). وفي أرضنا، كثيرون يسمّون أنفسهم مسيحيين، لكنّهم اضطهدوا الرُّعاة الذين كانوا يقومون بالعمل بطريقة نزيهة، مؤيّدة بآياتٍ وعجائب. لقد روى أوزبورن أنه في إحدى دول أمريكا الوسطى، كان أعضاء الكنيسة يتنقلون من بيت إلى بيت محاولين إقناع الناس بعدم حضور اجتماعاتِه، قائلين إنَّ الواعظ نبيٌّ كاذبٌ. الرّحمة!
كان طريقُ إسرائيل للوصول إلى كنعان يشمل المرورَ في أراضي عمّون وموآب، لكنَّ العليَّ لم يسمح بحدوث ذلك لأنَّ هؤلاء الناس يمكن أن يؤذوا "أبناء العمومة". فأبعد الله شعبه عن أرضِ بني عمُّون وموآب. أمّا الآن فقد ردّوا الخير الذي نالوه بالشّر (2 أي 20: 11). ولكن من سيتكبَّد الخسارة، لأنه يمكننا القول بالمقابل، أنَّ لابان لم يكن قادرًا على سرقة يعقوب، وكذلك لن يتمكَّنوا أيضًا من إيذاء إسرائيل؟
علينا أن ننتبه لهذه الحقائق حتى لا نواجه شيئاً مماثلاً. بنفس الطريقة التي أرادوا بها إخراج أبناء يعقوب من الميراث الذي أعطاه الله، اليوم، كثيرون لا يريدون الشّر لنا فحَسب، بل يحاولون أيضًا منعنا من أن يستخدمنا العليُّ. والحقيقة أنَّ روح المعصية قد وجد الكثير من القلوب السَّاذجة تأوي إليه، وبالتالي يذخرون غضبَ الله على خطاياهم.
لا ينبغي لنا أن نخافَ من هؤلاء الناس، بل نصلي فقط عند ظهور أيّ علامة اضطهاد. في الحقيقة، لم يمرّ يهوشافاط بتلك المحنة إلَّا لأنّ الربَّ رفض موقفه المتمثل في تحالفه مع أخآب والذهاب معه للحرب، إذا واجهنا مواقف محرجة في حياتنا، يجب أن نعرفَ أنّنا تجاوزنا في مواقفنا كأبناء، وأهدرنا القوَّة التي أعطِيتْ لنا في أشياء لا علاقة لها بالعملِ.
إنه لأمرٌ جيّد عندما لا تواجه اضطهاداً. وهكذا يتحدّثُ روحُ الله إلى قلبك ويؤكد أنه لا يوجد سوءُ تصرُّف من جانبك. وهكذا يمكنك أن تتضرَّع إلى الربّ، وتوبِّخ هجمات الشَّر، وتنال النَّصر. لقد علَّمَنا يسوع أنه في العالم، سيكون لدينا ضيقٌ، دون سببٍ واضح، ولكن علينا أن نطيع الربَّ؛ عالمين أننا سننتصر كما كان هو (يوحنا 16: 33).
لا تخفْ عندما تظهر نارٌ غريبة على حياتك وإيمانك وعمِلك في الربّ. في كثير من الحالات، سيحدثُ ذلك بتحرُّكٍ مباشر من الله، حتى ينمو عملُه؛ وحتى تُثبِتْ من يسكن في قلبك.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز