رسالة اليوم

21/08/2024 - نتيجةُ صلاةِ الإيمانِ

-

-

يَا إِلهَنَا أَمَا تَقْضِي عَلَيْهِمْ، لأَنَّهُ لَيْسَ فِينَا قُوَّةٌ أَمَامَ هذَا الْجُمْهُورِ الْكَثِيرِ الآتِي عَلَيْنَا، وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ وَلكِنْ نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا». (أخبار الأيام الثاني 12:20)

سألَ يهوشافاط الربَّ بعد أن صلّى حسبَ وعودِه، متسائلاً إن كان لا يقضي على الأمم الذين اتَّحدوا ضدَّ يهوذا. من الواضح أنَّ العليَّ سيستجيبُ للصَّلوات التي علَّمَها بنفسهِ. فكلُّ من يتبع التَّعاليم الإلهيَّة لن يندمَ أبدًا لأنَّ اللهَ يُكرم كلمته دائمًا.

قالَ الملكُ الحقيقة واعترف بأنَّ شعبه ليس لديه القوة الكافية لمواجهة الجمهور العظيم الذي كان على وشكِ مهاجمة تلك المملكة. لا يمكن أن تتخلّى يدُ الله عن المُخلصين، طالما أنّهم يثقونَ به ويطلبون تدخّله. لقد حدث هذا في الماضي وسُجِّل في الكتاب المقدَّس، لكنّه يحدثُ اليوم أيضاً، في كلِّ مكانٍ يستخدم فيه شعبُ الله حقه في العيش بوفرة وثقةٍ.

لا أحدَ يعرفُ كيفيّة المُضي قدمًا دون توجيهٍ من السَّماء. كما أنه لا يُمكن للمرءِ أن يُخبرَ اللهَ بما يجب أن يفعله، بل ينبغي علينا دائمًا أن ننتظر توجيهاته المقدَّسة. ثمَّ يقيمُ بعضًا من أبنائه لتعزية مختاريهِ. وحتى لو كان أمرٌ جليلٌ لا بدَّ منه، فإنّه لن يُنكر الوفاء بوعوده. ليس هناك شيءٌ صعبٌ على العليّ، طالما أنَّ شعبه يؤمنون به ويسمحونَ له بالعملِ.

أنهى يهوشافاط طلبتهُ قائلاً إنَّ عيونَ الشَّعب متجهةٌ إلى الربّ. أمرٌ جميلٌ أن نعرفَ أنَّ المملكة كلّها تقفُ أمامَ الله، مستعدّة للاستماع إليه واتّباعه. يجب علينا دائمًا أن ننهي صلاتنا معلنينَ إيماننا، منذ لحظة نوالنا النِّعمة والخلاص. لذلك كُنْ متيقظًا ولا تخالف التعليمات التي أعطيَتْ لكَ أبداً. آمين؟

إنَّ العقلَ البشري يفكِّرُ في أشياءٍ كثيرة، ولكن يجبُ أن نلاحظَ ما يقوله الربُّ ونحقّقه. الكلمة التي تخرج من فم الآبِ السَّماوي تحمل ثقلَ كرامته وقوَّته. كلُّ ما أعلنه سيتمّ حتماً. لذلك لا داعي للخوف من وصاياه. اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ (متى 24: 35). الربُّ أمينٌ اليومَ وإلى الأبدِ.

وحدةُ صلاةِ الإيمانِ وفترة الانتظار هامّة جدًا، حيثُ يتفقُ الجميعُ على أنَّ العملَ الإلهيَّ هامٌ جداً. كانت اللحظة خطيرة للغاية. فصلّى الشَّعبُ من كلِّ قلوبهم وانتظروا الاستجابة السَّماوية التي لا تسقط. وبعد أن نقومُ بدورنا، يجب أن نثقَ أنّ الجوابَ سيأتي حسب الإيمان الذي أعطانا إيّاه العليُّ عندما سألنا.

وختم بنو إسرائيل الصَّلاة مظهرين إيمانهم بالربِّ. ومن تلك اللحظة، أعلنَ الله لهم ما يجب عليهم فعله لأنهم صلّوا وآمنوا به. ثمَّ فهمَ الناسُ الرِّسالة الإلهيّة في غمضةِ عينٍ.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز