-
-
فَقَالَ: «اصْغَوْا يَا جَمِيعَ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ، وَأَيُّهَا الْمَلِكُ يَهُوشَافَاطُ. هكَذَا قَالَ الرَّبُّ لَكُمْ: لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا بِسَبَبِ هذَا الْجُمْهُورِ الْكَثِيرِ، لأَنَّ الْحَرْبَ لَيْسَتْ لَكُمْ بَلْ ِللهِ. (أخبار الأيام الثاني 15:20)
إنَّ حقيقة دعوة الربِّ لنا كي نصلّي تشير إلى أنّه يريدُ أن يستجيبَ لصلواتِنا- وهذهِ هي الطريقة التي من خلالِها نتواصلُ مع القدير، نخبرهُ بما نرغب فيه وفقًا للوعود التي قطعَها لنا. لا ينبغي أن نصرخَ دونَ إيمانٍ، وإلّا لن يستجيبَ العليُّ لنا. يجب أن نستخدم هذا المورد في أصعبِ اللَّحظات، لأنّها الطريقة التي تصرَّف بها إخوتنا في الماضي ونالوا البركة.
صلّى يسوعُ وشجَّعنا على أن نفعل ذاتَ الشَّيء، ولكن ليس كما فعلَ الناسُ في أيام تجسُّدِه، لأنهم كانوا يعبدون الربَّ باطلاً. كلُّ من يعلم أو يؤمن بمبادئ بشرية لن يُرضي الله أبدًا. خاف يهوشافاط من الجمهور العظيم الذي اجتمع على يهوذا، ولكن عندما فتح قلبهُ للربّ وتبعه رجالُ الأمّةِ مع نسائهم وأطفالهم، عمل روحُ الله في قلبِ يحزيئيل، الذي أخبرَ الشَّعبَ باستجابة الربّ.
عندما يستجيبُ الأبُ يُعطي أفضلَ رسالة. ولكن من الضَّروري الانتباه إلى ما يقوله لمنعِ الأخطاء أو الالتباسات المُحتملة. الله يقول الحقَّ ويرشدنا إلى كيفيّة المُضي قُدمًا، ولو لم يكنْ الأمرُ كذلك، لفَعل الإنسانُ ما يراه الأفضل. الربُّ لا يلتزم بقراراتنا الفردية. لا يثقُ إلَّا بما يقوله السيّد السَّرمدي، لأنه يفي بوعودهِ دائماً.
يجب أن يوجد أنبياءٌ بين شعب الله القدّيسين، الذين يصلُّون، ويسمعون صوت الله. كما يجب أن يكون لديهم ذهنٌ نقيٌّ، لئلّا يقولوا أشياءَ أخرى، بل ينقلوا الرِّسالة الحقيقيَّة تمامًا كما أعلِنَ فقط. ومن يضيف شيئًا إلى كلامه، فإنه سيعاني من جميع الضَّربات الموصوفة في الكتاب المقدَّس، ويفقد نصيبه في السَّعادة الأبدية.
كان هناك أنبياء كثيرون في يهوذا خلالِ أيام إرميا، لكنَّهم لم يَسلكوا بقداسةٍ، بل تنبأوا حسبَ قصد الملك. وبسبب ذلك أصابهم الخِزيُ. فالنبيُّ ليس عرَّافًا، ولا يتحدَّثْ حسبَ اهتمامات الشَّخص وظروفه. لكن يجب أن يكون رجلُ الله وأن ينقل كلامَ الربِّ فقط. فمن يُكرم الآبَ السَّماوي، سوف يكرمهُ أيضاً.
ليس للربّ التزامٌ مع أولئك الذين لا يقومون بعملهِ، بل مع خدّامِه فقط. فعلى الرُّغم من عدمِ وجودِ مخرجٍ لهذه الأزمة، إلّا أنَّ أبناءَ الله يجب أن يظلّوا ثابتين في الكلمة. لهذا يجب على الشَّخص المُخلَّص ألَّا يفشلَ أبدًا في نقلِ رسالة الربّ، لأنه يحترم القديرَ وإرشاده من خلال ذلك. قِفْ بثباتٍ ولا تستسلِم عندما تصبح الأمورُ صعبة معتقداً أنّه لا يوجد مخرجٌ.
لم يكنْ هناك مكان للكذبة في ذلك اليوم، كما هو الحال في أيّ تجمع آخر للشَّعب المقدَّس. وبنفس الطريقة، لن يكون هناك أبدًا مكانٌ للّعبِ بأمورِ الربّ. فلا تستسلِم للتَّجارب، لأنهُ مخيفٌ الوقوعُ في يدي الله الحيّ (عبرانيين 10: 31).
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز