رسالة اليوم

24/08/2024 - تعليماتٌ كاملة

-

-

لَيْسَ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحَارِبُوا فِي هذِهِ. قِفُوا اثْبُتُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ مَعَكُمْ يَا يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمُ. لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا. غَدًا اخْرُجُوا لِلِقَائِهِمْ وَالرَّبُّ مَعَكُمْ». أخبار الأيام الثاني 17:20

كان الأمرُ الأوَّل الذي أعطاهُ يحزيئيل لبني إسرائيل هو أن يذهبوا لمواجهةِ الأعداءِ الَّذين قاموا ضدَّهم. لا يُمكن أن يتردّدوا أو يخفوا أنفسَهم. تمَّ كتابة موقعِهم بالتّفصيل حتى لا يرتبِكوا. لقد فازوا بهذه المَعركة مسبقاً، طالما أنَّهم لم يتصرَّفوا مثل جنود الحربِ الآخرين، ولكن كما أمرَهم الربُّ.

لم يَعِد الربُّ بإرسالِ ريحٍ شديدة تجرفُ الأعداء بعيداً، ولا بإرسالِ ملائكة ذو سيوفٍ لضربِ الذين يُهاجمون خدّامَه. بل قال إنّ اليهود سيعثرون على اعدائهم فِي أَقْصَى الْوَادِي أَمَامَ بَرِّيَّةِ يَرُوئِيلَ (الآية ١٦). لا شكَّ أنَّ شعب الله بحاجة إلى الالتصاقِ بالربّ أكثر، لأنّه كما أوصى بني إسرائيل في تلك المعركة، سيَحصَلون على توجيهاتٍ دقيقة أيضًا كي يتحرَّروا من مُضطهديهم.

استعدَّ شعبُ يهوذا لهذا التَّحدي. بالتأكيد لن يرشدَهم الربُّ إلى موقفٍ صعبٍ، بل سيمنحهم رؤية أعمالهِ. وسيُظهِر للآخرين أنّ الملكَ الذي يحترم الربَّ، سيجعلُ أعداءه في خزيٍ وخجلٍ. وعلى الرُّغم من أنّ المقاومين كانوا مدجّجين بكلِّ أنواعِ الأسلحة المُمكنة، إلّا أنَّهم لم يتمكَّنوا من مجاراةِ قوَّة الله.

الآن يأتي الجزء الأفضل: لن يضطرّوا للقتال في تلك المعركة. لقد أكّد رجلُ الحرب، قائد الجيوش السَّماوية، أنّ شعبه لا يحتاج إلى أن يلوِّث أيديهم. وعلى الرُّغم من أنَّ الأعداء كثيرين، إلَّا أنَّ الله يؤكد ويُظهر لشعبهِ أنّه لن يتخلّى عنهم، ولهذا سيتصرَّفون بشكلٍ مختلف عن الأمم الأخرى لأنَّهم خدّام الله القدير. من يثق في الربّ يفوز دائمًا وينتصِر. ماذا لديك لتقوله حولَ هذا الموضوع؟

وصَلوا إلى المكان الذي قادَهم الربُّ إليه، وكان يجب عليهم أن يتوقفوا. لا يمكن أن يُسرعوا أو يتراجعوا، بل أن يقفوا وجهًا لوجهٍ مقابل العدوّ. إلى أيّ مدى يريدُ الربُّ أن يبقى إيماننا قويًا حتى نتمكَّنَ من رؤية خلاصِه؟ الربُّ يعلّمنا أنَّ ما أعدَّه لنا، سيكونُ أعظم ممَّا نتخيّله. ولكن علينا أن نسلك بالإيمان، وليس بالعَيان (كورنثوس الثانية 5: 7). ينبغي على الشُّجعان أن يخضعوا لإرشاد الله العليّ.

تكلمَ الله على لسان يحزئيل: «يا يهوذا وأورشليم. لا تخافوا ولا ترتعبوا». من يثق بالربّ، عليه أن يؤمن ولا يجب أن يدَع الذُّعرَ يتسلَّل إليه، أو طُرق الإنسان تسيطر على حياته. كان على شعبِ يهوذا أن يطيعَ الوصايا الإلهيَّة لكي ينتصر في المعركة. والفارق الوحيد هو أنهم لم يكونوا بحاجة إلى أسلحةٍ بشرية، بل إلى تدخّل الربّ وحده. لا تقلق أبدًا، لأنَّ أساليب الله تظهر في كلّ معركةٍ.

لا ينبغي أن يخافَ يهوشافاط وشعبهِ، ولا يجب أن يتراجعوا لأنَّ القدير معهم. لا تخفْ، حتى لو بدتْ الخطة الإلهية غير منطقية، فإنَّ الله الأبدي سيؤكد كلمته عندما تؤمنُ وتطيع. آمين؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز