فَخَرَّ يَهُوشَافَاطُ لِوَجْهِهِ عَلَى الأَرْضِ، وَكُلُّ يَهُوذَا وَسُكَّانُ أُورُشَلِيمَ سَقَطُوا أَمَامَ الرَّبِّ سُجُودًا لِلرَّبِّ. أخبار الأيام الثاني 18:20

هناك طريقتان لسَماع الربّ، لكن عليك أن تقبلَ فقط طريقة الإيمان. إذا جاءت الكلمة من الله، فيجب أن توليها الاهتمامَ المُناسب. لأنَّ الذي يسمع ولا يؤمن، لن يحققَ شيئًا حتى لو صلّى بشكلٍ صحيح لأنَّ عدم الإيمان يعيق عملَ القوَّة الإلهيّة. لكن إذا استمعتَ إلى رسالةٍ من الربِّ، صلّي بإيمان وآمِنْ أنَّ البركة المُعلنة قد أُعطَيتْ لك حتى لو كان الوضعُ يبدو صعبًا للغاية.

علمَ اللهُ ما سيفعله في أرضِ فِرعون عندما أمرَ موسى بالعودة إلى مِصر للقاء فرعون الذي كان يعبدُ الشَّياطين ويُكرمهم كآلهةٍ. وبسببِ تكبّره أمام يدِ الله القويّة رأى الملكُ المِصري أعمالاً إلهيّةً عجيبة تحدث في أرضه. ورغم ذلك لم يسجد لله القدير، فحصدَ اليأسَ والألمَ، في حين كان يُمكن أن يكونَ كلُّ شيءٍ مختلفًا.

لم يُنقذ العليُّ شعبَه من السَّبي بطريقة خفيّة، بل بمعارك كبيرة، حتى يعلمَ الجميعُ أنّ اللهَ يعملُ. اعلم أنَّ الربَّ يعمل بنفس الطريقة في أيّامنا هذه؛ لذلك إذا صلَّيتَ ولم يحدث شيءٌ، فلا تقل إنَّه لا يريد أن يباركك. تأكَّد من صِحَّة موقفك واستمرّ في الصَّلاة حتى تأتي الاستجابة بقدرة الله. الإيمان بالربِّ لن يفشلَ أبدًا.

تذكَّر أنَّ الآبَ السَّماوي يُنير كلَّ شيء، حتى لا يجلبَ العدوُّ الخرابَ. فعندما يعمل الربُّ، لا يستطيع الشَّيطانُ أن يمنعَه. لذلك آمِنْ بما تكلّمَ الربُّ بهِ في كلّ الظروف، لأنه لا يكذب ولا يتراجع عن القرار الذي اتَّخذه كي يباركك (عدد 23: 19). كذلك أيضاً لن تضعفَ ثقةُ خدّام الله أبدًا بمن يُكرم إيمانَهم دائمًا.

لقد سجَدَ يهوشافاط وانحنى إلى الأرض، كانَ في أجملِ وأكمل صورةٍ للعبادة. وبهذا الفِعل سيُبطل أيَّ شكّ حول شركته مع الله، الربُّ هو الله، ويستحقُّ العبادة. لذلك كُنْ قدوةً للناس، الذين سوف يذوبون أمام الحضرة الإلهيّة عندما يرونَ قوَّةَ إيمانك حتى لو كانت قلوبُهم قاسية. لكن كُنْ حذرًا، لأنَّ الشَّهادة السَّيئة تؤدي إلى هزيمة الكثير من الناسِ.

عندما رأوا ملكَهم يسجدُ لله، سجَدَ كلُّ شعب يهوذا وسكان أورشليم معًا بقلبٍ واحد أمام الربّ، لذلك كانوا واثقين من أنَّ القديرَ سيدخلُ المعركة وأنَّ النَّصرَ مؤكد. افعل كلَّ ما يمكنك فِعله حتى يكتسبَ أفرادُ عائلتك إيماناً قويّاً بالربّ، لأنَّ ذلك لا يجلب فوائد كثيرة فحَسبْ، بل سيكون أيضًا بمثابة نموذج للأشخاص الذين لا يزال إيمانهم غير ناضجٍ.

لقد فهمَ يهوشافاط الرِّسالة وقبِلَ ما قيلَ له. وهكذا تلقَّى تعليماتٍ جديدة، واستعدَّ النَّاس لليوم التالي. رأى الجميع أثناء المعركة أنَّ ملك يهوذا يؤمن بالله، فقبلَ الجميعُ التوجيهات كأنَّهم شخصٌ واحدٌ. لذلك شهِدوا الخلاصَ العظيم الذي أُعطِيَ لهم. لا يزال القديرُ يعمل بذات الطريقة.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز