رسالة اليوم

27/08/2024 - رحيلُ الّذين آمنوا

-

-

وَبَكَّرُوا صَبَاحًا وَخَرَجُوا إِلَى بَرِّيَّةِ تَقُوعَ. وَعِنْدَ خُرُوجِهِمْ وَقَفَ يَهُوشَافَاطُ وَقَالَ: «اسْمَعُوا يَا يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ، آمِنُوا بِالرَّبِّ إِلهِكُمْ فَتَأْمَنُوا. آمِنُوا بِأَنْبِيَائِهِ فَتُفْلِحُوا» أخبار الأيام الثاني 20:20

لم يكن عليهم الانتظار أكثرَ من ذلك، لأنَّهم تلقّوا توجيهات الربّ مسبقاً. لذلك وقفوا لمواجهة العدوّ في الصَّباح. عندما نسمع صوتَ الله من خلال قراءة الكلمة، يكون لدينا تأكيدٌ بأنّه يتقدَّمُ أمامنا؛ علينا أن نذهبَ إلى حيث أوصانا فقط. سنرى أنَّ الآبَ سوفَ يفعل ما وعدَنا بهِ عندما نقوم بواجبنا.

نهضَ الملكُ يهوشافاط وأخبر جنودَه كيف يتقدَّمون، لأنَّ الله لا يتركهم. هذه هي الطريقة التي يجب أن يتصرَّفَ بها كلُّ ربّ أسرة أو قائد كنيسة. لأنَّ التأخير يعني الخوف أو عدم احترامِ رسالة الربّ بعد فهمِها. أولئك الذين يؤمنون يتقدّمون، ويرفعون قبضاتَهم، ويقومون بالعمل بالطريقة التي شعروا بها أنه يجب عليهم المُضي قدمًا وفقًا للكلمة. النَّصرُ مؤكدٌ لمن لا يرتاب أبداً.

يجب أن يحفظَ يهوذا وسكان أورشليم التعليمات حتى لا يخالفوا العليّ. سينالون الحماية إذا آمنوا. هذه هي القاعدة التي تمنحنا الأمانَ دائمًا، لأنّه من المستحيل أن يأمرنا الله بتحقيق خطَّته بطريقة خاطئة. ليس هناك تردُّد أو خداع في المبادئ التوجيهية السَّماوية. الربُّ كاملٌ في كلّ شيءٍ.

سيُفلح هؤلاء السُّكان إذا آمنوا بأنبيائهم. نفس الأمر يُعطى لنا اليوم. على الرُّغم من أنّ بعضَ رسلِ الله قد كتبوا رسالة السَّماء منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، إلَّا أنّها مازالت حديثة لنا اليوم. الكلمات التي قدَّمها الربُّ هي روحٌ وحياة، وليست مجرَّد وسيلة تواصل كالتي لدينا. لذلك لا تخجل أبدًا أو تفشل في فِعل ما قاله الآبُ، لأنّه أمينٌ في الوفاء بوعودهِ.

عرفَ يهوشافاط أنَّ الله القدير سوف يستخدمهم لهزيمة المُتمرّدين. لقد أعدَّ العليُّ مشهداً لعظمةِ قدرته. وبالتّالي فإنَّ العملَ الذي تمَّ، كانَ شيئًا لم يُسمع به من قبل. ممَّا لا شكَّ فيه أنَّ الله القديرَ يكشفُ لنا في كلِّ معركة من معاركنا بعضاً من قدرته لننتصرَ ونعلم أنَّه لن يسمح لنا أن نضطربَ أبدًا.

كانت يهوذا آمنة تمامًا. فالإيمان بالله يمنحُ الحماية الكاملة. والسِّر هو رؤية الربّ معلِناً قصده، وهذا ما أذهل المهاجمين. لن يكون هناك أي احتمال للمتمرّدين أن ينتصِروا في معركة قادمة. وفي غبائهم الرُّوحي، لم يكن لدى العمونيين والموآبيين وسكانُ جبل سَعير أيّ فكرة أنهم كانوا يحفرون قبروهم في ذلك اليوم.

إنَّ الذي يلتزم بتوجيهات الله ويتبعها، لن يجدَ صعوبة في هزيمةِ قدراتِ العدوّ أمام قوَّة العليّ، لن يعرفَ الأعداء شيئاً سوى محاربة أنفسِهم. لن يفشلَ المخلَّصون أبدًا، والأشرارُ سيخزون.

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز