رسالة اليوم

31/08/2024 - كثرةُ خيراتِ الغنائمِ

-

-

فَأَتَى يَهُوشَافَاطُ وَشَعْبُهُ لِنَهْبِ أَمْوَالِهِمْ، فَوَجَدُوا بَيْنَهُمْ أَمْوَالاً وَجُثَثًا وَأَمْتِعَةً ثَمِينَةً بِكَثْرَةٍ، فَأَخَذُوهَا لأَنْفُسِهِمْ حَتَّى لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَحْمِلُوهَا. وَكَانُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَنْهَبُونَ الْغَنِيمَةَ لأَنَّهَا كَانَتْ كَثِيرَةً. (أخبار الأيام الثاني ٢٠: ٢٥)

عندما يقودُ اللهُ شخصاً، سوف يرى الكثير من الأعاجيب لدرجة أنَّه يقارن نفسه بمن يحلمون (مزمور 126: 1). فمن الضروريّ أن تكون في شركةٍ مع كلّي العلم حتى لا تفقد بركاته. يقول الربُّ إنَّه يستطيع حلّ مشاكلنا، من خلال إعطائنا الإيمان الذي يعمل فينا. لكن لاحظْ، فإنَّ ما يفعله لنا غالباً ما يكون أكبر مّما نتصوّر. إنَّه يعرف كيف يملأ أولاده بالغنائم.

خاف الملكُ يهوشافاط لمّا سمع أنَّ العمونيّين والموآبيّين ورجال جبال سعير اجتمعوا ليقاتلوا يهوذا، لكنَّه لم يختبئ، بل قدَّم نفسه إلى الربِّ طالباً منه الرَّحمة. لذلك، عندما لا يكون الفحصُ السريريُّ مواتياً، صلِّ. وإذا شعرت بشيء سيّئ في قلبك، صلِّ. وإذا أثبتت الظروف أنَّه لا يوجد حلٌّ لقضيَّتك، صلِّ. فإنَّ الله يحب أن يجيب الذين يصرخون له ليلاً ونهاراً.

لقد اتَّبع الملكُ التعليمات التي جاءت في قلبه، داعياً الناس إلى طلب المساعدة، ملقيّاً بنفسه أمام العليِّ للمطالبة بالرَّحمة. فقد كانت المسألة مسألة صلاة وانتظار الإجابة؛ التي لن تتأخَّر. فعلم الله بمخطّطات الأمم التي خُطّطت لهلاك يهوذا، لكنَّه لم ينسَ الوعد الذي قطعه لشعبه بالاستجابة لهم عندما يدعونه.

لقد تكلَّم الله من خلال النبيّ يحزئيل. ويعني الكلام الإلهيّ أنَّه تمَّ الردُّ على الطلبة. وهكذا، ترنَّم شعب يهوذا بالخالق وانطلقوا إلى المعركة التي ستكون لهم، كما قال الربُّ. وعندما نظروا، رأوا الجثث فقط، مّما أسعدهم كثيراً، لأنَّ الأعداء دمَّروا بعضهم البعض. ثمَّ رأى عبيد الله العليّ الغنيمةَ والثروات التي أخذها أعداؤهم، والتي أصبحت ملكهم الآن. لذا تيقّظ، لأنَّه سيكون هناك غنيمة كبيرة لك عند الانتهاء من معركتك.

كان الازدهار كبيراً لدرجة أنَّ الأمر استغرق ثلاثة أيام لحمل كلِّ شيء. لهذا، لا تنشأ المشاكلُ دائماً لإعاقتنا، ولكنَّ الخروج من المعارك بالنِّسبة لنا يعدُّ أكثر بركة وازدهار. إنَّ غنيمة الماضي هي بمثابة علامة على النِّعم التي سنحصل عليها من الإيمان، بهزيمة العدوِّ. ثمَّ أنّه يجب أن نرى مكافأتنا لكوننا أمناء، وشركاء في عمل الله.

كُن في شركةٍ صحيحة مع الربِّ إذا واجهت أيَّ شرٍّ، ولن تعاني أبداً. وكُن بركةً حقيقيّة! ففي كلِّ مرَّة تتبارك فيها، تصبحُ طبيباً خبيراً في هذا الموضوع. وبنفس التعزية التي تتعزَّى بها، سوف تكون قادراً على تعزية كلِّ الذين يعانون. وفي جميعِ الأحوال، لا يترك الربُّ عبيده فارغين.

أخيراً، تخلَّص من كلِّ ما يلقيه عليك الشيطان، خاصّة من الشَّهوات النَّجسة، ودَع الله يقودك. فسوف تسمع لتعليماته الحكيمة عندما تكون في شركةٍ صحيحة معه. إنَّه رجل حربٍ؛ لذلك دعه يقاتل عنك!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز