-
-
ثُمَّ ارْتَدَّ كُلُّ رِجَالِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ وَيَهُوشَافَاطُ بِرَأْسِهِمْ لِيَرْجِعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ، لأَنَّ الرَّبَّ فَرَّحَهُمْ عَلَى أَعْدَائِهِمْ. (أخبار الأيام الثاني ٢٠: ٢٧)
عاد جيشُ يهوذا إلى أورشليمَ، بعد جمع الثروة التي أعدَّها العليُّ لهم، وبعد الذَّهاب إلى وادي بركة لشكر الربِّ. يجب أن تُعطى الأخبار شخصياً، لأنَّ هذا الأمر يسرُّ الناس. لذلك، سينمو إيمانهم إلى جانب تقديم الشّكر لله، وسيصلّون عند حاجتهم وهم عالمون أنَّهم الشَّعب المختار.
لم يكتمل العملُ بعد، لأنَّهم لم يقدِّموا بعد شهادة علنيّة عن كيفيّة عمل الله القدير من أجلهم. لقد استحوذت العاطفة على السّكان في ذلك المكان عند رؤية المنتصرين وهم يتجوّلون في المدينة المقدَّسة. لهذا السَّبب، يجب علينا دائماً أن نعرف ما فعله إلهنا من أجلنا. لقد اجتمعوا لطلب المعونة السماويَّة بفرحٍ.
كان ذلك اليوم يوم التّسبيح والترنُّم والهتاف للربِّ في المنطقة التي هُددت ذات مرّة أن تُمحى من الخريطة. كم مات من هؤلاء الرجال وتركوا أسرهم وأطفالهم الأيتام في حدادٍ؟ وكم كانوا ليعانوا لو لم يباركهم الله في المعركة! وهكذا، يجب على الذين نالوا الشّفاء والمعونة في وقت المصاعب إقامة خدمات الشُّكر على النعمة المجّانيّة التي أعطاها لهم الربُّ.
يجب أن تكون منتصراً ممتلئاً بالروح القدس والإيمان، حتى ينتصر شعب الله. تعتمد سعادة الكثيرين على محبتك للمخلِّص. فإنَّ فشل المسيحي أمر خطير، لأنَّه سيكون هناك أناس سيستخدمهم الشيطان لأخذ الإيمان من قلب المخلَّصين. من ناحيةٍ أخرى، فإنَّ انتصارك سوف يريّح نفوساً لا حصر لها.
كانت مسيرة المنتصرين مليئة بالسَّعادة والكثير من عمل القوة الإلهيَّة، التي عملت في قلوب ضعيفة وخائفة بسبب تهديد العدوِّ. والآن، لقد تقوّوا عند رؤية أعمال الربِّ. فإنَّ الخبر السَّار يجلب دائماً مسحةَ خوف الآب. إذن، اسعَ دائماً من أجل الفوز في المعارك، لأنَّ الآخرين سوف يفعلون مثلك.
لاحظ تسبيحَ منتصري يهوذا في وادي بركة والموكب في أورشليم. لا يوجد سبب لتصديق الكذَّاب، إذا كان الوعد الإلهي يقول بأنَّه لن يتمَّ التخلّي عنَّا. ولا داعي للخوف، لأنَّ القدير قد وعدَ بأن يكون معنا وأن يعيننا، ممسكاً إيّانا بيمين برّه. إنَّه وعدٌ رائع، أليسَ كذلك؟
مرَّت المسيرة عبرَ المدينة بأكملها وانتهت في بيتِ الربِّ. ماذا عن السّير في شوارع أحلامك وأفكارك، وتنتهي في قلبك؛ مسكن الله؟ مّما لا شكَّ فيه أنَّه يستحقُّ امتناننا وتسليمنا. آمين؟
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز