-
-
وَسَارَ فِي طَرِيقِ أَبِيهِ آسَا وَلَمْ يَحِدْ عَنْهَا إِذْ عَمِلَ الْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. (أخبار الأيام الثاني ٢٠: ٣٢)
بدأ يهوشافاط ملكه بشكل جيِّد، يسيرُ في طرق سلفه داود. واكتشف أنَّه كان ينعم بهذه الميّزة، وكان الربُّ معه أينما ذهب. وهكذا، تلقَّى هدايا من كلِّ يهوذا. فقد كان من الممكن أن يستمرَّ هذا بل ويزداد، لكنْ قرَّر هذا الرَّجل، الظهور مع ملك إسرائيل الذي لا يعبد الله، الفعلُ الذي أدانه الكتاب المقدَّس. ثمَّ كاد أن يموت أثناء مرافقته لآخاب في الحرب بسبب التسرّع في القرار.
لم يعُد داود في وقتٍ لاحقٍ الشخص الذي قلَّده يهوشافاط، ولكن الملك آسا والده. كان يهوشافاط قادراً على إنجاز العديد من الأشياء الجيّدة؛ لكنَّه كان سيعمل بشكل أفضل لو بقي في خوف داود. واليوم، لا يتعيَّن علينا تقليد داود، على الرَّغم من أنَّه كان يُعتبر إنساناً بحسب قلب الله (أعمال الرسل ٢٢:١٣)، لأنَّ لدينا المسيح كمثالٍ. فإذا كنت تريد أن تكون ناجحاً في كلِّ شيء وألّا يتم توبيخك، فتعلَّم كيف كان سيتصرَّف يسوع لو كان في مكانك، وافعل كلَّ شيء كما لو كنت في مكانه.
جاء المثال من يسوع، الذي جال في كلِّ مكان وهو يعلِّم ويكرز ويستخدم قوَّة الله ليخلِّص المأسورين (أعمال الرسل ٣٨:١٠). لم يكُن هناك وقت لم يحل فيه يسوع المشاكل التي عُرضت عليه، ولكن حتى في الموت أظهر القوَّة، ولهذا السَّبب تمجَّد الآب دائماً بما فعله السيّد. لذا، خُذ مهمَّتك كشيء أعطاك إيَّاه الربُّ نفسه والذي سيسألك عن نتائجه في اليوم العظيم.
هناك الكثير من الناس الرائعين وهم في بدايةِ مسيرة إيمانهم، لكنْ عندما يصِلون إلى نقطة النُّضج المسيحيّ، حيث يمكنهم المشي مع الربِّ بلا لوم، فإنَّهم يتصرَّفون مثل سليمان، الذي أفسدت قلبه سرائره وزوجاته. وعلى الرَّغم من أنَّه كان أحكمَ رجل موجود على الإطلاق، إلَّا أنَّه في نهاية أيَّامه عبدَ آلهة هؤلاء النِّساء غير الحكيمات، ولكن بجمال وإغواء لا يوصف.
من الجيِّد أن تفحص إذا كنت قد تصرَّفت بشكل مخالف لإرادة الله. إذا لم تتُب وتقوم بما هو صحيح في نظر العلي وتسلك مثل الربِّ يسوع، فإنَّك لن تنجح يوماً. بالإضافة لذلك، ستحصل على الجملة التي ستجعلك تقضي الأبديَّة في الجحيم عندما يصدرُ الحكم. قد تسأل لماذا، والإجابة هي: لقد أعطانا المخلِّص مثالاً للتصرُّف كما فعل (يوحنا ١٥:١٣).
عندما نفكِّر في الخطيئة، لا توجد فقط نساء يفسدن رجال الله، والعكس صحيح، ولكن هناك أيضاً سحر للثّروات، واهتمامات الحياة وطموح الأشياء الأخرى. فهناك الكثير مّمن لم يعودوا يصعدون إلى المنابر، ولا يريدون التبشير أو العيش بقداسةٍ. لقد هيمنت الدنيويّة على الكثير من الناس، مّما أدّى بهم إلى ممارسات محظورة في الكلمة، وبالتالي أصبح تحقيق هدف الربِّ ليس من أولوياتهم.
انظر ما الذي جعل عينيك ترتفع وتتغيّر تماماً، لأنَّك إذا استسلمت لهذه الأشياء، فسوف تمتلكها ولن تستقيم نفسك أبداً. لذا، كرّس نفسك، لأنَّ خطَّة الله تتضمّن أشياء عظيمة ورائعة لكي تنجزها. تغيّر واستمر في تعلُّم كيف تصرَّف يسوع وافعل الشيء نفسه، حتى لا يتسبّب الشيطان في ضلالك.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز