-
-
إِلاَّ أَنَّ الْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ تُنْتَزَعْ، بَلْ كَانَ الشَّعْبُ لَمْ يُعِدُّوا بَعْدُ قُلُوبَهُمْ لإِلهِ آبَائِهِمْ. (أخبار الأيام الثاني ٢٠: ٣٣)
إنَّ مشاهدة الله وهو يعمل العجائب في أيَّامنا هذه يشبه العيش منذ أكثر من ألفي عام، عندما شفى يسوع المرضى من الأمراض التي أصابتهم. وكوننا أعضاء في جسد المسيح، فعلينا واجب أداء نفس الأعمال التي قام بها (يوحنا ١٢:١٤) ومن خلال القيام بذلك، نشجِّع الآخرين على طلب النّعمة السَّماوية. لم تتغيَّر أيام خدمة المخلِّص، على الرَّغم من أنَّ أشياء كثيرة قد تغيَّرت. صدِّق هذا: يمكنه ويريد تغيير حياتكَ، إذا كنت تفعل إرادته فقط.
ستظهر الذئاب الخاطفة الجائعة بين المخلَّصين وتدمِّرهم إذا لم نظهر الحقَّ للناس، بمجرَّد أن ندير ظهورنا لهم، من أجل تعليم الآخرين في مكان آخر. وبالرَّغم من ذلك، عندما يتعلَّم الشخص المخلَّص من المخلِّص ويرى معجزاته تعمل، يتفاعل هذا الشخص مثل الأسد في مقاومة خصمه ولن يتمَّ تقديمه للعدوِّ. إنَّ العالم يحتاج إلى المخلَّصين للتصرُّف كالمنتصرين.
كان للملك يهوشافاط العديد من الّلحظات المباركة بسبب إيمانه بالخالق، لكنَّه لم يعلِّم شعبه كيفيَّة عبادة الربِّ، وتمَّ وتوبيخه على ذلك من قبل الله. يا له من عارٍ سيكون لنا إذا أرسل لنا العليُّ يوماً ما بعضاً من عبيده لتوبيخنا لعدم إطاعة وصاياه! لدينا الكتاب المقدَّس الذي يعلِّمنا أن نعبدَ الربَّ بفرح وإخلاص (مزمور ٢:١٠٠)، ونقوم بنفس الأعمال التي قام بها.
إنَّ إعداد قلوبنا للربِّ يتحقَّق مع الكثير من الصَّبر والعديد من المعارك الروحيَّة. فعلينا أن نعلِّم الناس كيفيَّة الفوز بها، لمجد الله. عندما يتعلَّم إخوتنا وأخواتنا كيف يتصرَّفون مثل يسوع، يظهرون مظهراً من مظاهر القوَّة في كلِّ مكان يتواجدون فيه. وبالتالي، نلاحظ من لحظة إلى أخرى اليد الإلهيَّة تعمل تماماً كما في أيام المسيح على الأرض. من المهمِّ أن نعرف أنَّنا مسؤولون ومُساءلون عن ارتفاع وسقوط الكثيرين.
سنشاهد الناس يعبدون العدوَّ طالما أننا لا نزيل التفكير الشيطاني من قلوبهم، وبذلك نعاني من عواقب العديد من الهجمات والنتائج الخبيثة. وبالرغم من ذلك، الله لا يُشمخ عليهِ (غلاطية 6: 7)؛ لذلك إذا لم تفعل ما أوصيتَ به، فستواجه مشاكل. إنَّ الذين يفكِّرون في أنفسهم فقط ولا يسمحون بأن يكرَّسوا للقيام بإرادته وأن يكونوا ناجحين في الإيمان، سيدفعون ثمناً باهظاً.
كان من الممكن أن يعيش يهوشافاط منتصراً، متحرِّراً من أيِّ توبيخ إذا كان يؤمن بالنَّصيحة التي قدَّمها هو نفسه لشعبه عندما واجهوا اتِّحاد العمونيّين والموآبيّين وجبل سعير. فقد نصحهم أن يؤمنوا بالعلي، لأنَّهم بهذه الطريقة سيكونون آمنين؛ وبالرغم من ذلك، لم يتذكَّر الملك حتى أن يطلب الربَّ ويؤمن به، بعد التخلُّص من الذين أرادوا مسح يهوذا من الخريطة.
كُن متيقّظاً دائماً لترى أنَّ شعبك آمن بالله. فعندما تلاحظ أنَّ البعض لا يخافونه كما يقول الكتاب المقدَّس، عزِّز التعاليم، لأنَّهم كلَّما خافوا الآب السَّماوي، أصبحوا أفضل حالاً. عندما يتخلَّى الناس عن محبَّة الله، يصبحون مضطهدين من قبل الشيطان. لذا، من الضروري أن نعلِّم بالكلام والعمل كيف يجب أن نحبَّ الربَّ.
محبتَّي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز