رسالة اليوم

05/09/2024 - درسٌ لم يتم تعلُّمه

-

-

ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ اتَّحَدَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا مَعَ أَخَزْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي أَسَاءَ فِي عَمَلِهِ. (أخبار الأيام الثاني ٢٠: ٣٥)

يبدو أنَّ الملك يهوشافاط لم يحب رؤية الربِّ في العمل فحسب، بل كان يحبّ أيضاً إغاضته، لأنَّه شارك مع ابن آخاب، وهو رجلٌ شرّير معروف بالتصرُّف بطريقة شرّيرة. فمن لا يحبُّ الله لا يستحق أن يكون صديقاً لنا، ناهيك عن كونه شريكاً في أيِّ مشروع أو نشاط آخر. ولا ينبغي لنا أن نتجنَّب الأشرار، ولكن يجب أن نقدِّم لهم الرِّسالة المقدَّسة، كوننا سفراء الربِّ العلي.

لماذا لم يفكِّر ملك يهوذا قبل بناء حوض السُّفن مع أخزيا الشرير؟ افهم هذا: لن تنتهي قلّة الخوف بشكلٍ جيّد. سيفوز في أحيان كثيرة المسيحيُّ المؤمن بالله بإغراءِ الشَّراكة مع شخص لا يعرفه حتى، لكنَّه يقول إنَّه قام باكتشافٍ لا يُصدَّق ليصبح ثرياً. لا يظهر أيَّ خوف للربِّ كلُّ الذين ينضمّون إلى الأشرار. فيعيش الابنُ المُخزي في سبيل البحث عن ذهبٍ لا يتم العثور عليه أبداً ولا يظهر أيَّ حبٍّ للربِّ.

أعلن يسوعُ أنَّ غرور الغنى لديه القدرة على إفساد البذور الأبديَّة التي تنتج خطَّة الله (مرقس 4: 19). لقد سمح الكثيرون لأنفسهم بالانسياق وراء الشيطان، وبالتالي يعيشون اليومَ مُحبطين تماماً، يلومون الربَّ على فشلهم. كيف يمكن أن يبارك الله يهوشافاط في مشروعِ حوض بناء السُّفن إذا كان شريكه رجلاً شرّيراً؟ كُن حذراً بشأن اختيار من ستشارك معه، لأنَّك ستكون المسؤول الوحيد عن عواقب هذا الفعل.

لن يسفرَ عن الانضمام مع ابن القاتل والرجل الشرير ثمار جيّدة. يسجّل التاريخ عن الأشخاص الذين آمنوا بالأكاذيب ولاحظوا لاحقاً خطأ كبيراً: لقد ابتعدوا عن الكلمة. إذن، يجب على من يخدم الله أن يستشيره أولاً ليعرف إذا كان يجب أن يرتبط حتى بشخص يقول إنَّه خادم الله. هناك العديد من الكذَّابين في وسطنا؛ مّما يجعل من الضروري اتِّخاذ جميع الاحتياطات القانونيّة، حتى لا يكون هناك أيِّ مفاجآت غير سارَّة.

كُن على أهبة الاستعداد حتى لا يخدعك الشيطان. فسوف يحاول العدوُّ تشتيت انتباهك عن الخطَّة الرائعة للعلي، ومن ثمَّ عندما لا تتوقَّع، ستدرك أنَّ فرصتك قد ولَّت. ولا تضيِّع أيَّ نصيحة أو مشورة من الكلمة. فسوف تندم على ذلك إن قمت به، وغالباً سيكون الأوان قد فات. لدينا هذا الوقت فقط لخدمة الخالق، في وقتٍ لاحق، سيكون من غير المجدي أن نطلب العودة لإكمال العمل. لذلك، افعل كلَّ ما يرشدك الآبُ إلى القيام به.

نرى حتى في الأمثلة الكتابيَّة الكارثيَّة العديد من المُخلَّصين المرتبطين مع الضالّين أو الأشرار في المغامرات التِّجارية وفي الروابط الزوجيَّة. فإنَّ من لا يحبُّ أبانا لا يحبُّنا أيضاً. يتوجّه الكتابُ المقدَّس لحماية الذين لديهم هذا التصرُّف، لئلا يأخذ أحدٌ إكليلهم (رؤيا يوحنا ١١:٣). ستكون المستفيد الوحيد إذا كنت مهتمّاً في الحفاظ على إرشادات الله. من ناحيةٍ أخرى، إن كنت متهاوناً في إيمانك فسوف تكون مسؤولاً عن هزيمتك.

لقد حذَّرنا الرسولُ بولس من الفرار من النّجاسة، لأنَّ الذين ينضمون إلى جسدهم في الزنا يصبحون واحداً مع الآخر (١ كورنثوس ١٦:٦)، ولا يُمكن إنقاذهم أو مساعدتهم من قبل القدير. اتّحد مع الربِّ الإله وسوف تشارك في عهد أبديٍّ غير قابل للكسر. فلا يمكن للشيطان أن يصل أو يلمسَ من يحبّ الربَّ ويفعل مشيئته: لذلك، يصبح هو والله واحداً لا ينفصلان.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز