رسالة اليوم

06/09/2024 - البذارُ غير المنتجةِ

-

-

فَاتَّحَدَ مَعَهُ فِي عَمَلِ سُفُنٍ تَسِيرُ إِلَى تَرْشِيشَ، فَعَمِلاَ السُّفُنَ فِي عِصْيُونَ جَابِرَ. (أخبار الأيام الثاني ٢٠: ٣٦)

لقد بدا الماضي التّجاري بين يهوشافاط وأخزيا مثيراً للاهتمام لحدٍّ كافٍ، لأنَّ بناء السُّفن في تلك الأيام كان عملاً مربحاً للغاية؛ وبالإضافة لذلك كان يهوشافاط رجلَ الله وكان يجب أن يصلِّي ويطلبَ الإرشاد الإلهي. فإنَّ الأشرار بمقترحاتهم الخادعة، لديهم ميزة على أعضاء جسد المسيح بما أنَّ ليس لدى غالبهم النّضج الروحيّ، لذلك لا يتذكَّرون الربَّ أو يعتبرونه.

إنَّنا ننسى في أحيانٍ كثيرة أن نصلِّي للحصول على الإرشادات بشأن بعض الامتيازات المقترحة، وبالتالي نرى أنفسنا مقيَّدين بفخاخ الشيطان عندما تنشأ المشاكل. لماذا لا يتحدَّث خليل الله، إبراهيم، معه بشأن خياراته وقراراته بما أنَّ هذه كانت تعليمات الله (تكوين 18:17-19)؟ إذا اعتقد شخصٌ ما أنَّه من غير الضروريّ استشارة الربِّ بشأن أمر معيّن، فمن المؤكَّد أنَّ شيئاً ما لن يكون جيّداً. من الأفضل بالتأكيد أن نقول في الكثير من الحالات لا للمعاناة الأبديَّة.

احذر من مملكة الشرِّ؛ فإنَّ الشيطان الذي يغريك ليس روحاً ضعيفة تقترح أفكاراً لا معنى لها، بل هو شيطانٌ مكَّنه الشيطان بنفسه من تشتيت انتباهك وجذبك بعيداً عن شركة الربِّ. ثمَّ أنَّ أوامر الجحيم هي لإنتاج كلِّ الارتباك والخداع والشرِّ لفصل أبناء الله عن أبيهم. لقد حدثت حوادث مؤسفة كبيرة للذين شعروا بالاكتفاء الذاتيّ، متجاهلين أيَّ فكر أو مساعدة أو مشورة من العليّ.

يظلُّ الباب مفتوحاً أمام أرواح أسوأ عندما يهزم شيطان شخصاً نال الخلاص، للمساعدة في تدمير هذه النفس، وحتى الأسرة إن أمكنَ. لا تدع العدوَّ يخدعك، فإذا صلّيت فأنت تفعل ذلك باسم يسوع المسيح، ومن ثمَّ سيأتي الحلُّ. وتمسَّك بحقوقك في المسيح حتى لا يخدعكَ الشرير. فقد وعد الله بالاستجابة للذين يصلّون إليه، كاشفاً عن أشياء عظيمة لم تُعرف بعد. اطلب وعِشْ!

لا تنجذب لأكاذيب الجحيم، لأنَّك إذا قمت بذلك، سوف تعرف الضَّرر والأذى الذي قد تسبَّب عندما تفتح عينيك في وقتٍ لاحق. لن يفيد حتى الميراث الذي يتمُّ تلقّيه بسرعة بأيِّ شيء. لذا، دع الرّوح القدس يتحدَّث إليك ومن ثمَّ سيكون لديك الموقف المناسب. ولا ترغب أبداً في أيِّ شيء من العدوِّ، مهما كان جذاباً أو يبدو جيّداً أو مغرياً. يحترم دائماً الخدَّام الحقيقيّون قرارات القدير.

لقد اشتهر أحاز بمواصلة الشرِّ الذي مارسه والده وأمّه، آخاب وإيزابل، لهذا السَّبب لم يستطِع يهوشافاط تناول وجبة معه. ومع ذلك، فإنَّ ملك يهوذا، خادم الله، لم يتزوَّج فقط من بيت آخاب الذي كان خطأه الكبير، ولكن ارتبط بأخزيا بن آخاب بقصد بناء السُّفن، الذي كان قاسياً للغاية. لماذا يسعى يهوشافاط للثَّراء مع مصدر خاطئ؟

إنَّ من لا يسهر ويصلِّي يعيش حياة الاضطهاد، وفقط في وقتٍ لاحق يدرك أنَّ القرار لم يكُن سليماً. إذن، من الضروريّ أن تصلّي دائماً حتى يرشدك العليُّ في أفعالك، ولا تتّخذ أبداً خطوة غير مقبولة بالنسبة لله. فيجب أن تكون الكلمة هي قانونك وسلوكك في جميع الأمور.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز