رسالة اليوم

07/09/2024 - التنبّؤ بالفَشلِ

-

-

 

وَتَنَبَّأَ أَلِيعَزَرُ بْنُ دُودَاوَاهُو مِنْ مَرِيشَةَ عَلَى يَهُوشَافَاطَ قَائِلاً: «لأَنَّكَ اتَّحَدْتَ مَعَ أَخَزْيَا، قَدِ اقْتَحَمَ الرَّبُّ أَعْمَالَكَ». فَتَكَسَّرَتِ السُّفُنُ وَلَمْ تَسْتَطِعِ السَّيْرَ إِلَى تَرْشِيشَ. (أخبار الأيام الثاني ٢٠: ٣٧)

إنَّ أعمال الذين لا يستمعون إلى العلي سوف تفشل. على الرغم من أنَّهم حصلوا على النَّجاح من الناحية الماديَّة، لكن عندما يحين وقت ترك هذه الحياة إلى الأبد، سيكتشفون أنَّهم عملوا عبثاً. فالموقف الأكثر إنتاجيّة هو طاعة الكلمة، لأنَّه يوجد فيها القوَّة اللازمة لفعل ما يعلنه الله. وهكذا، أنَّ العصاة يرفضون الربَّ ويطيعون الشيطان. الرَّحمة!

يتحدَّث إلينا كلّيُّ العلم بطرق عديدة؛ ربَّما من خلال الحزن في قلوبنا أو الاستماع إلى اقتراح جيّد وحتى من خلال شهاداته بشأن هذا الموضوع المحدَّد، أيْ من خلال قراءة الكتاب المقدَّس أو سماع شخص يبشِّر بالكلمة. إنَّ سماع صوته والاستماع إليه نعمة ولطف من الربِّ. لذلك، تأمَّل في ما يلفت انتباهك من النَّص المقدَّس.

لقد فشل مشروع بناء حوض السُّفن البحري الذي أسَّسه يهوشافاط وأخزيا بالشَّراكة لأنَّ الله نفسه قد دمَّر جميع السفن. كان هذا أمراً جيداً ليهوشافاط حتى أُتيحَت له الفرصة للتّوبة ورؤية الخطر الذي كان عليه لأنَّه انجذب بعيداً عن القدير. يسمح الربُّ في كثير من الأحيان بفشلِ شخص ما لأنَّه يحبُّ ذلك الشخص. وإلا فإنَّه سوف يضلُّ في غرور الغنى. لكنَّ العليَّ يريد أن يخلِّص الجميع.

إذا فشلت خططكَ أو حدثت مواقف غير قابلة للتفسير في حياتك التجاريَّة، فتوقَّف وانظر واستمع وافحص نفسك. لأنَّه عندما يدمِّر الله أعمال شخص ما، فقد حان الوقت للتحليل الذاتي والتقييم! لا توجد حرية بعيداً عن طاعة المبادئ الإلهيَّة. وبالرغم من مدى صعوبة وجديَّة شخص يحاول النَّجاح، إذا كان هذا الشخص يتجاهل العليَّ، فإنَّه لن يكون قادراً على الاعتماد على معونة الربِّ.

لم يكُن هناك أيّ خسارة تكبَّدها لو كان يهوشافاط قد استشار الله ووافق على إقامة حوض بناء السفن. لكنَّ الربَّ لم يكُن ليوافق أبداً إذا كان هناك شريك شرّير مشارك. لذلك، يجب توخّي الحذر الشديد عند اختيار شريك أو حتى زوج. إنَّ العليَّ يساعد الذين يطيعونه. فكُن مخلصاً لمن اختار ودعاك لتكون من بين المخلَّصين.

ألقِ نظرة حولك وشاهد ما حدث لك ولعائلتك. إذا كنت تخطئ، فاْستقِم! واهرب من غرور الغنى والثروات، وهموم الحياة والطموحات لأشياء أخرى في هذا العالم. وكُن راضياً بما يعطيك الله. ولا تكسر أبداً مبدأ سماوياً لأنَّك إذا فعلت ذلك، فلن تنجح. لكن سوف يقودك السَّلام مع الله إلى النجاح.

يمكن أن يحطِّم الخالق كلَّ "السفن" التي تقوم بتطويرها أو بنائها دون دعوته أو موافقته، خاصَّة تلك التي بُنيت بالشراكة مع شخص لا يحترم وصاياه. إذن، ارجع للانتماء إلى الآب ولن يعيقك العدوُّ. اَلْقَلِيلُ مَعَ مَخَافَةِ الرَّبِّ، خَيْرٌ مِنْ كَنْزٍ عَظِيمٍ مَعَ هَمٍّ. (الأمثال ١٥: ١٦).

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز