رسالة اليوم

08/09/2024 - أبٌ حريصٌ ولكنْ غيرَ مُبالٍ

-

-

 

وَأَعْطَاهُمْ أَبُوهُمْ عَطَايَا كَثِيرَةً مِنْ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَتُحَفٍ مَعَ مُدُنٍ حَصِينَةٍ فِي يَهُوذَا. وَأَمَّا الْمَمْلَكَةُ فَأَعْطَاهَا لِيَهُورَامَ لأَنَّهُ الْبِكْرُ. (أخبار الأيام الثاني ٢١: ٣)

لم أستطِع إنهاء الرَّسائل التي سمح لي الله بكتابتها بشأنِ يهوشافاط، دون التحدُّث عن هذا الأب الواعي. فقد اعتنى بالجانب الماديّ لكنَّه كان مهملاً في النِّهاية الروحيَّة. لذلك، أنجبَ طاغية وجعله ملكاً خلفه. لو كان قد جعل جميع نسله عبيداً لله، لكان مستقبلهم جميلاً جداً. فكانت أخطاء يهوشافاط متكرِّرة.

يجب أن يكون جميع أبنائه سعداء بالحصول على الميراث، لأنَّه قدَّم لكلِّ واحد منهم كنوزاً من الفضّة والذَّهب وأشياء ذات قيمة كبيرة، وأعطاهم حتى المدن! ومع ذلك، لم يعتبر حتى الأمر الأهم؛ أيْ خوف الربِّ! تمكَّن الشيطان من استخدام يهورام، الذي خلفَ والده بأكثر الطرق جُبناً كملكٍ لبيت داود، مّما يدل على أنَّ القلب غير المختون يخضع للشيطان.

إنَّ أعظم وأفضل ميراث يُمكن أن نترك لأحبّائنا هو الإيمان الذي لا يُهزم في الربِّ. وبهذه الطريقة سوف يتخلَّصون في كلِّ مرَّة من تأثير العدوّ.ِ وكلُّ الذين يعيشون في محضر الله لا يشاركون أبداً في إيذاء حياة أيِّ شخص. ولكنَّ الذين يبغضون محبّة الآب وضعوا في اعتبارهم القيام بإرادة الشيطان، طالما أنَّها هدفهم لأنَّهم يرون الناس فقط كأشياء.

إنَّ الذين يفكِّرون فقط من الناحية المادية ليسوا أبراراً، لأنَّ ملكوت الله وبرَّه يبدوان مملّين ولا يكترثون لهما. لذلك، يريد الأشرار فقط إزالة كلَّ من يعترض طريقهم. ربَّما لم يكُن يهورام الصغير شريراً جداً، ولكن عند الزواج من عثليا، أفعى مثل والدتها، أصبح مفتوناً بها، فسيطرت عليه بهذه الطريقة. فليكن هذا مثالاً للذين أعمتهم العاطفة. فإنَّ شهوات الجسد تعمينا عن الفطرة السَّليمة.

بمجرَّد وفاة يهوشافاط، تولَّى يهورام، بكره، المملكة وعزّز قوَّته. ثمَّ، قتل جميع إخوته بسبب الشرِّ العظيم والحقد. من يستطيع أن يتوقَّع أنَّ ابن رجل صالح ومسالم سيصبح استبداديّاً ومتسلِّّطاً؟ كلُّ من لم يتعلَّم احترام الكلمة يمكن أن يقوده الشيطان لارتكاب الفظائع. يُمكن توقُّع أيِّ شيء آخر إلّا الخير من هذا الشَّخص. يا ربُّ ارحم!

إنَّ الأب الذي كان حريصاً على الثروات الماديّة لم يكُن كذلك في الأمور الروحيّة. وهو نفسه الذي رتَّب زواج ابنه من عثليا. ثمَّ تسبّبت هذه المرأة في ضرر كبير في يهوذا، عندما حكموا المملكة بخطّة شريرة. وإنَّ ما حدث في يهوذا أظهر كيف أنَّه من المستحيل الوثوق بشخص ليس الله في قلبه. إذن، اصحُ وانظر إذا كانت عائلتك تخشى الله؛ فإذا لم يكُن الأمر كذلك، فقد يكون هناك خضوع للشيطان.

تحالف يهوشافاط مع عائلة أخآب، واتَّخذ قراراً فظيعاً، لأنَّه عصى شريعة الربِّ. كان يسير أخآب وإيزابل في عبادة الأصنام والسحر. وهذا سبب كافٍ لعدم انضمام يهوشافاط إلى العلاقات الأسريّة. إلَّا أنَّه قرّر التخلّي عن الكلمة والسّعي وراء المصالح الأخرى. وبالتالي، كانت النتيجة رهيبة.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز