رسالة اليوم

09/09/2024 - شرطٌ للغفْرانِ

-

-

 

وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا أَنْتُمْ لاَ يَغْفِرْ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَيْضًا زَّلاَتِكُمْ. (مرقس ١١: ٢٦)

إنَّ أعظم عمل للنِّعمة الإلهيَّة في العالم هو مغفرة الخطايا، حيث أنَّ الذين قبلوا يسوع كمخلِّصٍ لهم قد ضمِنوا دخولهم إلى ملكوت الله. وفي كثير من الأحيان، هناك حالات حيث الشخص الذي أساء سوف يحتاج إلى وقتٍ للتّنازل عن المغفرة، لأنَّه من المستحيل أن ننظر إلى الجاني في العين ونغفر له، مع وجود جرح جديد؛ عميق ومفتوح. والآن، هناك إرشاد من الربِّ أن يغفر فقط الجاني الذي تاب في الواقع.

كان هناك زوجين من الدنمارك يعيشان بشكل رائعٍ، لكن في يوم مفاجئ غادرت الزّوجة منزلهما تاركة رسالةً مفادها أنَّها ذهبت للعيش مع رجل آخر، وهو ما لم يفهمه الزّوج. عاش هذا الزّوج أياماً من العذاب والوحدة وعانى من ألم جسديٍّ لا ينقطع. ويزداد الألم وتزداد الكراهيّة في كلِّ مرَّة يتذكَّر فيها مدى سعادته الماضية. في أحد الأيام، سعى وراء منافسه وعند لقائه، استمع إلى حجج ذلك الرجل. وبعد تلك المحادثة، غفر الزّوج لزوجته ورفيقها.

لاحظَ في الأسابيع التاليّة أنَّه نام واستيقظ بشكلٍ أفضل بطريقةٍ جيدة وخالية من الألم، على الرَّغم من أنَّه لم يسترد زوجته. وسرعان ما أصبح نشطاً مرّة أخرى في عمله، متفائلاً في المستقبل وحتى ازدهر. أدرك أنَّه مع الزنا لم تعد زوجته تحبّه، ونجا من روح الانتقام التي أرادت تدميره من خلال مسامحتها.

هناك مشكلة كبيرة في عدم طلب الربِّ من خلال كلمته، حيث يمكن العثور عليه. فإنَّ إبليس يعمل في غياب الوجود الإلهي في قلبك، ويجلب شياطين آخرين أيضاً. وهكذا، تصبح حياتك مّملة ويصبح الزّنا ممتعاً وفي نفس الوقت ملذّاً. وبالتالي، يستمرُّ الخاطي بفعله عندما يحدث هذا العمل الشيطانيّ، على الرَّغم من إدراكه لخطأه.

يجب أن نبحث عن الربِّ ونطلب مساعدته عندما نتعرَّض للتجربة، وبلا شكٍّ أنَّ الشيطان على وشك أن يضرب بقصد فصلنا إلى الأبد عن العلي وربطنا به. ومع ذلك، لم نخطئ بعد أثناء التجربة. يعلن الكتاب المقدَّس أنَّ يسوع قد جرِّب في كلِّ شيء لكنَّه لم يخطئ (عبرانيّين 4: 15). لذلك، عندما يقع شخصٌ ما في الشهوة يصبح خاطئاً، ويحتاج إلى التّوبة. عِش حراً من أيِّ خطية!

يصبح الإنسان مبرّراً عند ولادته من جديد، وتغفر خطيته (رومية 11:5). لذلك، يجب على المسيحي المتزوّج أن يكون حريصاً جداً على عدم الوقوع في أكاذيب العدوِّ، الذي سيفعل كلَّ شيء لإقناع أنَّ شيئاً آخر ضروري لتحقيق الزواج. يقع في هذا الفخُّ الضعفاء في الإيمان والفكر، لكنَّ الرّاسخين في إيمانهم وفي الكلمة يعودون بسرعةٍ للاعتراف بتعدّيهم ويطلبون الحصول على الغفران. لكن هناك آخرون يسترون خطاياهم، وبالتالي يتمُّ هلاكهم إلى الأبد.

يكمنُ الخطأ في عدم إعطاء الكلمة المقدَّسة دور السيادة في حياتك، لأنَّها ستجعلك حرّاً إذا فعلت ذلك. فإنَّ الذين يقعون في التّجربة لم يعُد بإمكانهم الإيمان بالربِّ بشكل صحيح، وسرعان ما يتمُّ تخيبب آمالهم وأحلامهم، فيتعذَّبون. يوصينا الربُّ يسوع أن نغفرَ لكي يُغفر لنا. إلا أنَّ الذين يرفضون المغفرة لا يُمكن أن يُغفر لهم أبداً.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوراز