-
-
لأَنَّ عِنْدَكَ يَنْبُوعَ الْحَيَاةِ. بِنُورِكَ نَرَى نُورًا. (المزامير ٣٦: ٩)
قبل كلِّ شيء، كُن حذراً مع المذاهب التي نشأت من الإنسان وليست من الكتاب المقدَّس، لأنَّها خطيرة للغاية. ما قد يكون وراء الحظر أو الإذن قد يكون نيّة فظيعة للعدوِّ لإبعاد الناس عن محضر الله أو لمنع العثور على خير الربِّ والتمتُّع به من قبل الجميع. لا تسعَ لأن تكون أقدس من معيار القداسة الموضوع في الكتاب المقدَّس: فإذا كان الأمر كذلك، لكان الله قد قال عنه.
يشير الشيء نفسه إلى أيِّ عقيدة تنطوي على جوانب مختلفة. فكلُّ ما يفعله الإنسان يتجاوز ما طُلب منه سيُحسب على أنَّه خسارة كبيرة. يكمن الخطر في محاولةِ تجاوز الأمر في حقيقة أنَّ بعض النَّاس لديهم المزيد من المثابرة للحصول على النتائج؛ ولكن إذا كان هذا ضرورياً، لكانت الكلمة قد كشفتْ عنه. لقد أعلن يسوعُ أنَّه لا يقبلُ شهادة من إنسان (يوحنا 34:5). لذا يجب على المرء أن يتعلَّم ما الذي يطلبه الربُّ.
إنَّ السّعي لفهم آيات الكلمة له أهميَّة قصوى، لأنَّك ستناله عند وجود نور الربِّ في قلبك. يقول الوحيُ المقدسَّ إنَّ الذين يسيرون في النهار لا يتعثَّرون. من الأفضل لنا أن نصلِّي لنرى النّور الإلهي لمعرفة الهدف من كلِّ وصية نتلقّاها. وإلّا سوف نتعثَّر ونسقط. ولكن لماذا السير في الليل؟
عندما ترى شيئاً لا يوافق الكلمة، فإنَّك تدخل في مسار قد يكون جذّاباً أو جيداً لعيون الإنسان، ولكن بالتأكيد لا علاقة له بإرادة الله، ولهذا سوف يتمُّ تدميرك روحياً. لأنَّ كلَّ ما لا يأتي من العلي لا يخدم أيَّ شيء، ولا يُفهم أيضاً وقد يجذبنا بعيداً عن إيماننا بيسوع. لا تتخلَّ عن أيِّ شيء مّما أعطاك الربُّ.
هناك عقيدة منتشرة في جميع أنحاء العالم من قبلِ مفكِّرين إيجابيّين وما يسمّى بالمحفِّزات التي تهدف إلى سعادة الإنسان. إنَّهم يبذلون جهداً كبيراً لأخذ جمهورهم للعيش بشكلٍ جيّد. لكنَّ المشكلة الوحيدة هي أنَّهم يخدمون الشَّخص الذي يمكنه تحويل نفسه إلى ملاك نور. في الحقيقةِ، إنَّهم يفيدون الكثير من الناس، لكن عندما يعلِّمون عن عدم أهميّة طريقة العيش، وأنَّ النجاح هو المهم، فإنَّهم يضلّلون الناس عن الحقِّ.
اقتربَ رئيسُ العالم من يسوع عندما كان على وشك إكمال مهمَّته، وهي الأعظم على الإطلاق (لوقا 4: 1-13). يأتي الشيطان أيضاً بالقرب من الذين يخدمون الربّ، من أجل تشتيت انتباههم عن الطاعة، وبالتالي إيذائهم. لا ينبغي أن يكون للشيطان أيِّ شيء فيك ولا في الذين يريدون إتمام الخطّة الإلهيَّة. لذلك لا تولِ له أيّ اهتمام. بل ابقَ في نور الربِّ.
يمكنك الوصول إلى ينبوع الماء الحي. ماذا تحتاج بعد ذلك؟ هل تريد أن تبحث عن بركاتك في آبار مشقّقة؟ لا يوجد شيء يحتفظ به الربُّ ولم يكشِف عنه بعد، أو أنَّه قد أخفاه عنك أو لن يُعطى لك. فإنّنا في نور الربِّ نرى نوراً، كما تعلن الكلمةُ. هل نحن بحاجة إلى أيِّ مصدر آخر؟
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز