-
-
أَدِمْ رَحْمَتَكَ لِلَّذِينَ يَعْرِفُونَكَ، وَعَدْلَكَ لِلْمُسْتَقِيمِي الْقَلْب. (المزامير ٣٦: ١٠)
تدفعنا رحمةُ الربِّ وصلاحه إلى الاقتراب منه، ونوال النِّعمة لتلقّي الغفران عندما نغضبه. لا تصدّق أبداً أو تخف من أنَّ الله قد أزال صلاحه منك، مّما يقودك إلى فرصة جديدة لإصلاح طرقك وتجديد شركتك معه. لن يفعل الله هذا أبداً لكونه أباً محبّاً. ثمَّ أنَّ رحمته أفضل من الحياة وتستمرُّ إلى الأبد.
يُصبح من الضروريّ أن تعرف وتنمو في معرفة الربِّ (هوشع 6: 3) ويتمُّ ذلك من خلال كلمة الله؛ الحقِّ. عندما يتردّد أو يتعثّر المتجدّد حديثاً ويسقط في التّجربة بعد الخلاص، يصبح عبداً للشيطان، ومن ثمَّ يجب أن يعتمد على الرحمة الإلهيّة لفدائه. يتصرَّف المسيحيُّ بإخلاص، ويعترف بخطيته ولا يعود فقط إلى محضر الربِّ، ولكن أيضاً إلى المكانة التي كان له شرف الحصول عليها، أيْ التبرير بالإيمان. (رومية 5: 1)
يستغرق الأمر وقتاً وطاقة وصلاة لينجو من الشرِّ الذي يضطهده الشخصُ الذي يمارس الخطيئة وكان عالقاً في شبكة الشّيطان لعدم قبول وتلقّي البركة والرحمة من الله. فإنَّ إهمال الشخص لخطيته وكلمة الربِّ سيجعله يستمر في الغرق في عمق بحيرة الإثمِ. لكن، إذا وعدَ الله أنَّ الرحمة المليئة بالأمل تدوم إلى الأبدِ، فلماذا لا تعتمد عليها وتتكل عليه الآن؟ ليس من الحكمة تجاهل أو رفض أيِّ عرض من الربِّ.
إنَّ أكبر خطأ يرتكبه أيُّ شخص ضدَّ معرفة الله هو عدم القيام بأيِّ شيء للعودة إلى محضره. أنت تعرف جيداً ما يرضي الربَّ ومدى تحسن حالة أحدهم بذلك. إذن، لا تسمح للشيطان أن يبقيك منحنياً، بل انهض واعترف بخطاياك لله. وأظهرْ له أنَّك لا تريد أن تظلَّ ساقطاً ولكنَّك تقدِّر وتشكر عفران الربِّ. ثمَّ سوف تكتشف أنَّه كان ينتظرك بالفعل عندما تذهب للقائه.
إنَّ الله صالح دائماً في كلِّ شيء، وعندما يفي بوعود، يفي بها بفرح وبكلِّ قوَّته. ماذا عن التصرّف الآن؟ إذا سقطّت وبقيت محبطاً، فأنت فقط ترضي الشيطان؛ ولكن إذا لم تفقد احترام الربِّ بعد، فأنت تعلم أنَّه من غير المجدي ولا قيمة للبكاء والشّكوى. لذلك، من الأفضل أن تنتشل نفسك وتظهر للربِّ توبتك وتصحّح فشلك. إنَّ موقفك سوف يثبت ويظهر إذا كنت تحبّه أم لا. إذن، ماذا تنتظر؟
إنَّ عدالة الله هي ضماننا بأنَّنا لن نبقى مضطهدين من قبلِ الشيطان، لأنَّنا بينما نصلّي، يبدأ الربُّ في التحرّك والعمل، وفي وقت قصير سيتمُّ خلاصنا. بالإضافة لذلك، لكي تعمل هذه العدالة لصالح المرء، يجب أن يكون للشخص قلباً صالحاً، ويجب ألّا ينحرف عن شهادات الله، وهدفه وإرادته لحياته. لكنَّ الذين لا يلاحظون شهادات العلي، سوف يكتشفون أنَّهم عندما يصلّون يبقى كلُّ شيء على حاله.
استخدم الرحمة التي تمتدُّ إليك. فإذا لم تفعل ذلك، لن يمكنك الحصول على أيِّ شيء من الله. وهكذا، عندما تمتلك العدالة الإلهيّة بإيمانك سيكون من الممكن انتهار أعمال مملكة الظلام وتخليصك منها على الفور. لذلك، ضَع في اعتبارك أنَّك مُلزم بتخليص نفسك من قوى الشرِّ وإصلاح طرقك مع الربِّ. عِش الحرية في المسيحِ!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز