-
-
اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالاً. تَقَوَّوْا. (كورنثوس الأولى 16:13)
كلُّ ما هو ضروريٌّ لخلاصنا تمَّمه المَسيحُ بموته. ولكن لكي نستمتِع بالفوائد القصوى لهذه التّضحية، وبالحياة الوفيرة، يجب علينا أن نلتزمَ بالتَّعليمات المُعطاة لنا من خلال الكتاب المقدَّس. ومن خلال هذه التَّعاليم السَّماوية نكتسبُ القدرة والقوَّة على إزالة المشاكل دون ضررٍ. فالنَّصر الإلهيُّ تامٌّ وكامل وغير مؤلم وبلا لوم.
أولُ أمرٍ في هذه الآية هو "اسهَروا". وهذا لا يعني أن نكونَ متيقِّظين فقط حتى لا يصلَ العدوُّ إلينا بشروره، بل يجب علينا أن نحترِسَ أيضًا ونحفظ الكلمة التي يقدِّمها العليُّ لنا فيما يتعلَّق بحقوقنا. ومن الواضِح أنه دونَ مساعدة الربِّ الدَّائمة والمستمرَّة، لن نلاحظ حتى اقترابَ الشَّيطانِ منّا محاولاً إقناعنا بأن حيَلَه وحجَجه أفضل من مشيئة الله.
إذا تردَّدنا في إيماننا، فإنَّ الخصمَ يقودنا إلى الاعتقاد بأنَّ العديدَ من المحظورات الكتابيّة فقدت معناها وأهميّتها، وأنه يُمكن السَّماح لنا اليومَ بممارسة ما لم تتمّ إدانته بشكلٍ محدَّدٍ وواضحٍ في الكتاب المقدَّس، لأنَّها لو كان حقًا خطيئة، لكان الله قد ذكرها بوضوحٍ. بداية، يجب أن يقودنا ذاتُ خط التفكير هذا في الاتجاه المعاكس: فلو سمحَ الكتابُ المقدَّس بذلك لأعلَنها بركة بكلّ وضوحٍ أيضاً. إنَّ العيبَ في مراقبة شخصٍ آخر، بدلًا من شهادة الله، هو خدعة من النَّوع القذر.
كلُّ من لا يتغذَّى على خُبز السَّماء، يُصبح بلا قوَّة حتى لتوبيخ الشَّر، ناهيك عن هجوم الشَّيطان. يحسنُ التأمُّل المستمرّ في الكتاب المقدَّس. الطريقة الوحيدة للاستمرار في اليقظة هي إسقاطُ ومقارنة أيَّ فكرة مقترحة بتوجيهات الله أو تعليماتهِ. تغذَّى على الكلمة، وسوف تكونُ على استعدادٍ جيّد للفوز في أيّ معركةٍ.
إنَّ موقفنا في مواجهة التَّجارب له قيمة كبيرة؛ إذا أظهرنا الضُّعفَ في أوقاتِ القلق فلن تكون قوَّتنا كافية (أمثال 24: 10). لا تتصرَّف أبدًا بطريقة تُظهِرُ الضُّعف أو الخوفَ أو الشَّك، بل تصرَّف كشخصٍ يعرف حقوقَه ويعلم أنَّ الشَّياطين مهزومة كلَّما أظهرتْ نفسَها. اليقينُ بأنَّ الله معك في المعركة سيجعلك تنتصر. الإيمانُ هو نصرتكَ.
لا تُظهِر ضعفًا أبدًا حتى عندما تواجه معارضة كبيرة، لأنَّ الربَّ هو قوَّتك. انظر الآن، إنَّ الّذين يتَّخذون القدير إلى يمينهم لا يتعثَّرون ولا يرتعِدون في أيِّ ظرفٍ أو موقفٍ. أخيرًا، مشورة السَّماء لك هي أن تتقوّى بالإيمان الصَّادق بالله وألَّا تخشى من التَّهديدات الخبيثة؛ ففي النِّهاية، اسمُ يسوع يهزمُ كلَّ شرٍّ.
يتعيَّن علينا أحيانًا في الحياة الطبيعية، تناول مكمّلات الفيتامينات وممارسة التَّمارين البدنيَّة إلى جانب الطَّعام الذي نستهلكه. كذلك في مسيرتنا الإيمانية، يجب ملاحظة ذاتَ الشَّيء أيضًا، لأنَّ الإيمان بقوَّتك دون معرفة مكانتك في المَسيح، وما هو لك في ابن الله، وكيفية هزيمة العدوِّ، سوف يجعلك خاسراً. يجب ألَّا يعترفَ المُخلَّصونَ بالهزيمة أبداً.
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز