رسالة اليوم

17/09/2024 - لمعرفة سِرّ الله

-

-



لِكَيْ تَتَعَزَّى قُلُوبُهُمْ مُقْتَرِنَةً فِي الْمَحَبَّةِ لِكُلِّ غِنَى يَقِينِ الْفَهْمِ، لِمَعْرِفَةِ سِرِّ اللهِ الآبِ وَالْمَسِيحِ، (كولوسي2:2)

إنَّ أحدَ الأسرارِ التي مكَّنتْ الكنيسة الأولى من ربحِ العالم في أيّامها هو أنَّها أظهرتْ قوَّة الله للجَميع. وفي نفس الوقت، كانت الشَّركة الحقيقيّة مميّزة بينهم. كان لدى الجميع خوفٌ واحترامٌ عظيمان، وكان لدى هؤلاء الإخوة والأخوات رغبة عميقة وصادقة في الطّاعة وتنفيذ تعاليم المعلِّم ووصاياه بحكمةٍ ونكرانٍ للذّات. فإذا مارست الكنيسة هذا في هذه الأيام، سيكون الحصادُ الرُّوحي عظيمًا، لأنَّ هذا يُرضي الربّ بالتأكيد.

حيثما يوجد انشقاقٌ ومصالح ذاتيّة، فإنّ الرُّؤية لا تحرِّك الشَّعب. وبالتالي، يصبحُ من الصّعب إقناع الضَّالين بأنَّنا نتبع توجيهاتِ السَّماء. ليحذَر كلُّ إنسانٍ يصنعُ عثرة في بيت الربّ. من المؤكّد أنَّ القدير سيطلب أكثرَ من أولئك الذين يقومون بعملهِ كيفما اتَّفق. لا تتجرأ أبدًا على مقاومة ربِّ الكنيسة، لأنه سيفعل ما يلزم لحمايتِها والحفاظ عليها.

يجب أن نتضرَّعَ من أجل المتجدّدين حديثاً وللذين عمِلوا لفترة أطول لتحقيق الهدف والخطة الإلهيّة. ورُغم أنَّهم في المَسيح إلّا أنَّهم مثلَ أطفالٍ على الطَّريق. شعرَ بولسُ بهذه الحاجة وسُرعان ما بدأ يصلّي من أجلِ جميعِ المؤمنين الذين دخلوا من البابِ. نواجهُ صراعاتٍ عظيمة كثيرًا في معركة الشَّفاعة. ويومًا ما، في الأبدية، سيشكروننا لأجلِ ما فعلناه لهم.

إنَّ عملَ الله ليس تجارة، حيث يأتي الرِّبح أولاً وقبل كلِّ شيء. الكنيسة هي بيتُ الصَّلاة حيث نستخدم السُّلطان المُعطى لنا لمساعدة الذين يعيشون في التّجارب والمِحَن أو الذين لم ينموا بعد في الإيمان. علينا أن نقيمَ سياجًا من الحماية حولهم حتى لا يدمّرهم العدوُّ. وهذا الأمر يباركهُ الآبُ لأنّه عملٌ إلهي.

يُمكن للنَّاس أن يؤمنوا عندما يشعرون بالطمأنينة- ويجدوا حلولاً لمشاكلِهم. لكن هذا لا يحدث حيث يوجد فشلٌ واكتئابٌ وارتباكٌ ومعاناةٌ كبيرة. والأسوأ من ذلك هو حزنٌ لعدم وجود شهادةٍ حسنة. كلُّ ما يفعله المخلَّصون يجب أن يمجِّد العليّ ويشجع الآخرين على اتباع نفس الطريق.

سوف يرغب قساةُ القلوب بنوال الخلاصِ عند مراقبة وملاحظة الكنيسة المَفدية بدم الحَمل المتحدة في محبّة الله، لأنَّه في العالم لا يسودُ سوى الخلافُ والشّقاق. يجب أن تسود الكنيسة نعمة فوق نعمة وشركة كاملة بالرُّوح القدس بين المدعوين إلى التّقديس. يجب أن يملك الربُّ وحده ويتمجّد في وسطنا.

يجب أن يغتني القدّيسون بملء الذكاء، إذ لديهم معرفة السِّر العظيم الذي يُمكِّنهم من العيش ومساعدة الآخرين على المشاركة والتمتُّع ببركات النّعمة. لماذا نُدرة أو نقص وبؤس المعلومات المتعلقة بامتيازنا في المَسيح ما دُمنا مدعوِّين لنقل سلطتهِ إلى المتألمين؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز