-
-
وَأَوْقَفَ كُلَّ الْمَوْجُودِينَ فِي أُورُشَلِيمَ وَبَنْيَامِينَ، فَعَمِلَ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ حَسَبَ عَهْدِ اللهِ إِلهِ آبَائِهِمْ. (أخبار الأيام الثاني32:34)
بدأ شعبُ الله يهدأ مع مرور الوقت، حتى جاء وقتُ أسرِهم. وبعدَ أن مرُّوا بتجربةٍ مُهينةٍ، عرفَ خدّام الربُّ مدى حماقتهم بسبب محبّتهم للعالم وملذّاته. لقد جلدَهم العدوُّ بينما كان يجب عليهم أن يستمتِعوا بمأوى وعطايا الرَّاعي الصَّالح. يشعر الكثيرون اليوم بنفس الشَّيء بسبب إهمال علاقتهم بالله كلّي القدرة.
حدثَ هذا أوّل مرّة للمتمرّدين الذين تبِعوا يرُبعام وأنشأوا المملكة الشَّمالية التي سُمّيت بإسرائيل. وبدلاً من أن يطلبوا الربَّ –بسبب خطاياهم – قسمَ الله المملكة التي أعطاها لبيت داود – فضَّلوا إهانة القدير بممارساتهم الدّينية الشَّيطانية. وسُرعان ما حُدِّدَ مصيرُهم. ورغم أنَّ اللهَ أراد ألَّا يستمرُّوا في الخطأ، إلَّا أنَّ شلمنصَّر جاء وأخذهم أسرى إلى أشّور.
انحرفَ ملكُ يهوذا أيضًا عن الحقّ لاحقاً، فأخذ نبوخذنصَّر هؤلاء السُّكان كعبيدٍ إلى بابل. لماذا حدثَ هذا أو لماذا حدث الكثير من الشَّر للشَّعب المُختار؟ الدّافع أو السَّبب هو نفسه دائمًا: عدم احترام وصايا الله. وما رأيناه بين بني إسرائيل كان صحيحًا أيضًا مع أولئك الذين قبِلوا يسوع مخلِّصًا لهم. هناك العديد من المسيحيين الذين تخلّوا عن التَّعاليم الإلهية.
لا يزالُ هناك الكثير ممَّن لا ينتبهون رغمَ وجود هذه الأمثلة المُحزنة، وعند عودة المَسيح سوف يُطرحون إلى العذاب الأبديّ. هذه ليستْ مزحة! نحنُ نتحدَّثُ عن بحيرة النّار والكبريت إلى الأبد. فالمتمرِّدين وغير المسؤولين الذين اختاروا أن يحبّوا الملذَّات الدُّنيوية وأُفسِدوا بأعمال الظُّلمة سيُلقَون في هذه البُحيرة ولن يخرجوا منها أبدًا.
قبل السَّبي إلى بابل، في أيام يوشيّا الذي أعادَ بناء الهيكل، وجد خدّام الله سفر الشَّريعة وقرأوه على الملك الذي اندهشَ فعلاً. وكانت تلك القراءة هي القطرة التي سكبتْ الدَّلوَ بالنِّسبة للحاكم الشَّاب. قبل مائة عام من ميلاده، كانت النُّبوءات قد كَتَبتْ أنه سيُعيد الإيمان إلى بني إسرائيل. فانزعجَ وأمرَ الجَميع بالعودة إلى أورشليم وذهبَ الربُّ معهم.
دعا يوشيّا كلّاً من يهوذا وبنيامين وآخرين من أورشليم. ثمَّ قطعوا عهداً مع الله. وبينما استمرَّ هذا الاتفاق، سارَ كلُّ شيءٍ بشكل حسَنٍ، لكن كالعادة عاد الشَّعبُ إلى الخطأ. وبعد سنواتٍ، أسرَ ملكُ بابل كلَّ الذين استسلموا للعدوِّ وأعمالِه. أُخِذت الأمَّة كلّها مقيَّدة إلى أرضٍ لم تعرف إله إبراهيم وإسحق ويعقوب. احذر! أولئك الذين ليسوا في الشَّركة سيتم إرسالهم إلى العذاب الأبدي.
إنَّ نجاحَ ملك يهوذا مكَّنَ الجميع من البقاء ثابتين أمام الربّ. وبهذه الطريقة حدثت أعظم نهضة شوهدت في أرض المَوعد. وكان الفصحُ الذي قدّمه فريدًا في كلِّ تاريخ إسرائيل. هل استمرَّتْ؟ نعم، ولكن ليس كما ينبغي. وللأسف، كثيرون يشتركون في ذكريات جميلة ولكنهم ينحرفون فيما بعد. فكِّر في هذا!
محبَّتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز