-
-
كُلُّ مَا يُعْطِينِي الآبُ فَإِلَيَّ يُقْبِلُ، وَمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا. (يوحنا ٦: ٣٧)
كان قصد الله نحونا قبل أن نُولد. فهناك خطَّة تعمل لكلِّ البشريَّة، وخطَّة شخصيَّة لكلِّ واحد منّا، وهي مشيئة الربِّ. سوف يضلُّ الكثيرون إلى الأبد لأنَّهم لم يسمعوا عن يسوعَ أو لأنَّهم رفضوه. لكنَّهم سيتوبون عندما يسمعون حكم الدينونة، إلا أنَّه لن يُغفر لهم.
لا أحد يأتي إلى يسوع بدون قيادةِ الآب. فإنَّ الخلاص هو عمل كامل، لأنَّه يتمُّ من قبل الآب نفسه. إنَّه ينير الناسَ وبالتالي يمكنهم فهم انتصارهم وفدائهم في المسيحِ. كلُّ الذين يتلقّون الّلمسة الإلهيَّة هم منقادون من قبل الربِّ، إلَّا أنَّ الذين يرفضون هذا العرض السَّامي ينالون دينونتهم.
إنَّنا لا نفهم الإنجيلَ بواسطة ذكائنا الخاص، بل بفضل عملِ القدير. لكن قبل كلِّ شيء، أظهر استعدادك لدعوته. إنَّ روح الإنسان هي نور الربِّ القادر، فهو يرى حياتك من خلالها. لذلك، إنَّ الذين يقاومون اللهَ يصبحون أبناء إبليس. لكنَّهم إن قبلوا السيد كربٍّ ومخلِّص، فسوف ينالون خلاصهم.
يستحيل على الشَّخص المختار ألَّا يجد المسيح، حتى لو تدخَّلت كلُّ قوى الجحيم. فلا يُمكن لأحدهم أن يوقف الربَّ عن عمل الخلاص، لأنَّه صاحب السّيادة. لقد أحبَّ الله العالم لذلك بذل ابنه الوحيد ليموت بديلاً عنَّا. فكيف يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام شخص يرغب بأن نشترك في الخلاص الذي جلبه يسوعُ؟
لقد استخدم المسيّا كلمةَ الله لفعل العجائب. فقد شفى الأعرج وأقام رجلاً بعد مرور أربعة أيّام على موته، بعدما أنتنَ. وقد فعل المسيحُ أعمالاً عديدة جعلت الناس تصرخ فرَحاً. والآن، سيفعل كذلك الأمر مع الذين يصغون إلى الكلمةِ، من خلال الخلاص الدائم. هللويا!
ليس بالضَّرورة أن يكون الذين يأتون إلى يسوعَ مستعدّين لعيش العمل العظيم الذي سيفعله الله في حياتهم. في الحقيقةِ، قد يهاجمنا البعضُ، لكنَّ الآب سوف يتعامل معهم وسيصبحون مسيحيّين صالحين. لذلك، لا تخَف من ردود الأفعال الغريبة الصَّادرة من الناس. وفي النِّهاية، إنَّ ما يهمُّ حقاً هو أنَّهم قد أتوا إلى الله. وهو يضمن لنا بأنَّه لن يرفض كلَّ من يُقبل إليه.
لا شيء يجعل يسوعَ يرفضنا. فالله يعلم إنْ كنّا نتصرَّف بشكل صحيح أو نعيش في الخطيّة، ويعلم بأنَّ المجتمع يحكم على الذين يفعلون ذلك بعدم أحقيّة العيش. وقد فعلوا هكذا مع المرأة التي أُمسِكت وهي تزني. لكنَّ المعلِّم خلَّصها. هللويا!
محبتي لكم في المسيح
د. ر. ر. سوارز