-
-
وَفَوْقَ هذَا كُلِّهِ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هُوَّةٌ عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْعُبُورَ مِنْ ههُنَا إِلَيْكُمْ لاَ يَقْدِرُونَ، وَلاَ الَّذِينَ مِنْ هُنَاكَ يَجْتَازُونَ إِلَيْنَا. (لوقا ١٦: ٢٦)
قدَّمَ يسوع من خلالِ مثل (الغني ولعازر) العديد من الدروس القيّمة والهامَّة، والتي ستكون نافعة جداً إنْ فهمناها. والشيءُ الجيّد في هذا الأمر هو أنَّ الرّوح القدس مستعدٌ دائماً لتعليمنا ما يجب فعله في أيِّ ظرف. إنْ لم تفهم كلمة الله، فلن تتعلَّم بقدر الشخص الذي لا يجيدُ القراءة. لكنَّك تصبح قويّاً عندما تفهم امتيازاتك كما هو مكتوب عنها في الإنجيل.
لقد أصبحَ الغنيُّ يائساً عندما رأى نفسه في لهيب الجحيم، فطلب من إبراهيم المساعدة عندما تعرَّف عليه، بما في ذلك أن يبلَّ المسكين طرف إصبعه بالماء ليبرِّد لسانه. لكنَّ الطلب كان متأخِّراً جدّاً. كان لعازر المسكين الأبرص يعرف الكلمة، وكان بإمكانه مساعدة الرَّجل الغنيّ لو أنَّه طلب ذلك. لقد ظنَّ أنَّه غنيٌّ، لكنَّه كان أفقر من ذاك المسكين.
ربَّما كان الغنيُّ متديِّناً، لأنَّه كان يعرف بعضَ الشيء عن الحياة الأبديَّة، وأنَّه لن يغادر هذا المكان. لذلك، سيُصاب بالإحباط جميع المتديّنين وأعضاء الكنيسة عندما يتلقّون حكمهم، لأنَّهم لا يريدون الحصول على الأمور في الوقت الحالي. فإنَّ الذين يريدون التمتُّع بحياة مليئة بالرفاهيّة وفعل شهواتهم، لا يسعون لطلب الربِّ في هذه الحياة. لذلك، لن يجدوه بعد الموت.
وضع ردُّ إبراهيم حدّاً كاملاً لرغبة الرَّجل الغنيّ عن إيجاد المساعدة من ذلك الّلهيب. ثمَّ فكَّر الرَّجل بإخوته، الذين يمكن أن يكون لهم نفس النِّهاية. مّما يُظهر أنَّه كان ذا حسٍّ مرهفٍ، لكنَّه لم يستخدمه في حياته، في حينِ أنّه كان يقدر أن يقودَ نفسه وأسرته للخلاص. للأسف، قد سعى وراء أهدافٍ أخرى، وبالتالي خسر نفسه. إذن، افحص نفسك إنْ كنت مقبولاً في الحياة الأبديَّة.
أعلنَ إبراهيم للرّجل الغنيّ عن الهوّة العظيمة المثبَّتة بينهم. يجب ملاحظةُ ذلك، إنَّ كلَّ من هو في ملكوت الله لن يقدر أن يعبرَ إلى الجحيم، ولا أنْ يُحسنَ إلى شخص تأخَّر بالتّوبة. من ناحيةٍ أخرى، لن يقدر من كان في الجحيم أن ينتقلَ إلى ملكوت السَّعادة. لكنَّ الآن هو الوقت المناسب لنقرِّر أين سنمضي الأبديّة. فإنْ لم نخلُص فسوف نهلكُ إلى الأبد.
من الضروريّ السَّماع لموسى والأنبياء، وللربِّ يسوع خصّيصاً. وإلّا فلن نصل إلى السَّماء. فهذه ليست مزحةً! فإنْ دخلت إلى الجحيم، لن تعُد هناك فرصة للتوبة أو النَّجاة من العذاب الأبدي. فالبابُ مفتوح الآن، لكنْ كل ما عليك فعله هو أن تقبل الدّعوة الإلهيَّة وتنال قوَّة أبناء الله. آمين؟
سيكون الانفصال دائماً، كما يتَّضح من هذا المثل الذي قاله المسيحُ. ربَّما يكون مستنداً على واقعٍ حقيقيٍّ، لأنَّه قد تمَّ الإفصاح عن أسماء الشخصيّات. فإنْ لم ترغب بأن تتلقّى مفاجأة غيرَ سارّة، اِقبلْ يسوعَ الآن، لئلّا يتمَّ طرحك خارجاً في اليوم العظيم.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز