رسالة اليوم

22/09/2024 - الشَّخصُ الذي يمكنه قبول الرّوح القُدس

-

-

 

قَالَ هذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الْمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أُعْطِيَ بَعْدُ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ قَدْ مُجِّدَ بَعْدُ. (يوحنا ٧: ٣٩)

لقد علمَ يوحنا المعمدان بأنَّ يسوعَ كان أقوى منه. ولهذا السَّبب ولأسبابٍ أخرى، لم يشعر أنَّه مستحق أن يحلَّ سيور حذاء المعلِّم (مرقس ٧:١). فقد قدَّم هذا النبيُّ عدَّة تأكيدات عن الربِّ. وكانت واحدة منها هي أنَّ المسيّا سوف يعمِّد بالرّوح القدس ونار. ويخصُّ هذا الوعد المولودين في عائلةِ الله، الذين أصبحوا بعد خلاصهم بحاجةٍ لنوال القوَّة لتحقيق المهمّة التي أوكلها إليهم.

لا يقدر الشخصُ الذي لم يتعلَّم عن معموديَّة الروح القدس أن يملك الإيمان لقبوله. ونتيجةً لذلك، إنَّهم يفتقرون إلى القوَّة من الأعالي، التي هي ضمان ولادتهم الجديدة وجهوزيَّتهم للقيام بعملِ الملكوت. ثمَّ أنَّه لا يقدر أحد أن يفهم الكتاب المقدَّس بالكامل إنْ لم يمتلئ بالقوَّة من الأعالي.

يقول الإنجيلُ إنَّه في اليوم الأخير، في يوم العيد العظيم، وقف يسوعُ ورفعَ صوته، قائلاً: إنْ عطش أحد فليقبل إليَّ ويشرب، فتجري من بطنه أنهار ماء حيٍّ (يوحنا ٣٧:٧-٣٨). مّما يرينا من خلال هذه الدعوة بأنَّ الحياة في المسيح هي ليست تجربة دينيَّة، لكنَّها غطاء قوَّة لا يُضاهى. لذلك، عندما نعتمد نختبرُ أموراً أكثر من الله، عن قوَّته وإرشاده. فحينما نقرأ آية معيَّنة، يمكننا فهم وحي الربِّ الذي تتضمّنه.

يشير الرسولُ يوحنا بقوله: "من يشرب من الربِّ" إلى قبول الرّوح القدس، للذين يؤمنون بيسوع. فعلى كلِّ الذين وُلدوا ثانيةً في المسيح أن يطلبوا؛ وفي بعض الحالاتِ أنْ يصرّوا على الامتلاء من قوَّة السَّماء. لذلك، يمكنهم أن ينالوا المعموديَّة في المحضر الإلهي وفي الكنيسة أو أيِّ مكان آخر.

يحتاج المسيحيّون أن يتعلَّموا كيفيَّة قبول المعموديَّة المجيدة، التي ستزوّدهم بالسُّلطان للشهادة عن يسوع، وليصبحوا عاملين لمشيئة الربِّ. وبدونها لن يقدر جنديٌّ واحدٌ أن يربح الحربَ. لكن لن يخسر الحروب فقط الذين تسلَّحوا. لذلك، اطلب نوال القوّة والنار لئلّا تفشل.

لن تنتصر بالإنجيل إنْ لم تتعمَّد بروح الله. كم هناك مسيحيّون سقطوا في التّجربة، وعانوا من جرَّاء شرور عديدة، بينما كان بإمكانهم أن يشهدوا كيفيَّة التحرُّر من هجمات الجحيم. إنَّ هذه الدعوة موجّهة من المسيح لكلِّ العطاش إلى النّصرة، ويريدون أن يستخدمهم.

واليوم، يجب على كلِّ المخلَّصين أن يطلبوا الامتلاء من الروح القدس، لأنَّ يسوع قد تمجّد مسبقاً. لذلك، سيكونون شهوداً حقيقيّين للربِّ القدير والآبِ، الذي لن يترك أولاده بدون المؤهِّلات اللّازمة لمواجهة إبليس في جميعِ هجماته.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز