-
-
وَلكِنِّي قُلْتُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ قَدْ رَأَيْتُمُونِي، وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ. (يوحنا ٦: ٣٦)
هناك خطرٌ يحيطُ بالناس الذين أدركوا من خلال كلمة الله أنَّ يسوع هو ابنُ الله، وهو أنَّهم لا يؤمنون بالذي أُظهِر لهم. يعلمُ إبليس بأنَّ كلَّ من يؤمن بما يقوله الربُّ سينتصرُ في المعارك. لذلك أنَّه يرسل أجناده لفعل الشرِّ ضدَّ خدَّام الله. وبالتالي، لا يقدر البعض أن يؤمنوا، ويجتاز البعضُ الآخر بالتَّجارب، بسبب تلك الهجمات الشريرة. وينتهي الأمر ببعض الناس في إطاعة العدوِّ، لأنَّهم لا يملكون صوت العدالة.
إنَّ الإعلان الذي يخصُّ ما يمكنك أن تناله من الله أو أن تفعله معه هو إتمام مشيئته في حياتك. إلّا أنَّه بمجرَّد أن تُزرع البذرة في قلبك، سيحاول الشيطان نزعها. لذلك، إنْ كنت تظن أنَّ الوحي يفوق قدرتك على الإيمان، فهذا يعني أنَّك تحت سيطرة العدوِّ. لا يخطئ الربُّ أبداً عندما يتكلَّم إليك.
حينما نفهم ما يمكننا فعله من خلال كلمة الله، علينا الالتزام بتحقيقه. لذا، علينا أن نجاهد عند الضَّرورة من أجل إتمام دعوتنا، كما لو كنَّا في معركة حقيقيَّة. فينبغي على الجنود اختيار إمّا أن يقتلوا أو يموتوا. فالعدوُّ شرير ويحاول دائماً جعلك تخسر. من ناحيّة أخرى، إنْ بحثت عن الملكوت وسعيت له، فسوف تحقِّق نجاحك.
لقد عاش إبراهيم نحو ألفي سنة قبلَ ميلاد يسوع، وأعلن المسيحُ أنَّ أبا المؤمنين ذاك قد رأى أيَّامه وتهلّل (يوحنا ٥٦:٨). فقد رآها من خلال كلمة الله. وهكذا، يمكنك رؤية الله يعمل من أجلكِ. إذن، لا تنقَد وراء العدوِّ وأكاذيبه، ولكن تشدّد في وحي الكلمة، لأنَّها تملك القدرة على الإحسان إليك. ثق بأنَّ نصرتك تتوقّف عليك.
لن يريك العليُّ شيئاً ما لم يكُن من المفترض أن تحقِّقه أو تمتلكه. تصبح الرؤيا حقيقة عندما تكون "ربَّان السفينة"، وتتحدَّث بسلطان وتؤمن بالربِّ. ثمَّ، ستكون لصالحك كلَّ معركة تواجهها، لأنَّك من خلال عمل قوّة الله وباستخدام اسم يسوع سوف تخرج أقوى وأكثر استعداداً للمعارك الأخرى.
عاشَ منتصراً في زمن الكتاب المقدَّس كلُّ من رأى العليَّ من خلالِ الكلمة، وبقيَ قوياً حتى النهاية وغلب العدوَّ. لذلك، على كلِّ الذين يصغون إلى صوت الراعي الصَّالح ويفهمون ما يقوله من خلال الكتاب المقدَّس أن يجعلوا تلك الكلمة تتحقَّق. لا يملك الربُّ مشكلة في تحقيق الوعود، إلَّا في حال عدم إيمانك به. لذلك، من الضروريّ فهم الحقِّ الكتابيّ: «إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ. كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ». (مرقس ٩: ٢٣).
فهمَ بطرس أهميَّة الكلمة، وأراد المشي على الماء. لكنَّه سمح لنفسه الشعور بالخوف، وبدأ يغرق، ثمَّ صرخ طالباً المساعدة. وتمَّت مساعدته، لكنَّه تُوبخ أيضاً. لذلك، لا يجب أن يشكَّ كلُّ الذين يرون الربَّ. يمكنك رؤيته في كلِّ وقت تُعلَن فيه الكلمة لك، وهو يعمل دائماً كما قد وعدَ، لكن عليك فقط أن تؤمن. لمَ لا تكون منتصراً؟ آمنْ فقط، وسترى مجدَ الله!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز