-
-
وَلكِنَّكُمْ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي، كَمَا قُلْتُ لَكُمْ. (يوحنا ١٠: ٢٦)
لقد اتَّهمنا النَّاسَ في أحيان كثيرة بأنَّهم لا يؤمنون بالله. لكنَّ الحقيقة هي أنَّ الإيمان بالربِّ مُمكنٌ فقط للذين يُعدّون من خرافه. فقبل أن نتَّهم الآخرين، علينا أن نفحصَ إنْ كنَّا قد مَدْدنا لهم يدَ العون للنّمو في الإيمان وفعل مشيئة الآب. بالإضافةِ لذلك، لننظر إن كنَّا قد جاهدنا بالصَّلاة من أجلهم مثلما فعل بولس عندما صلّى لأهل كولوسي، ولكلِّ الذين لم يعرفوه (كولوسي ١:٢).
يخطأ العديدُ من الناس لأنَّهم لا يصغون إلى صوت العليِّ. وبالرَّغم من ثقتهم بأنَّ الآب يتحدَّث إليهم، إلّا أنَّهم لا يعيرونه أدنى اهتمامٍ. والآن، يُسمع صوت الربِّ كالمياه الكثيرة (مزمور ٣:٢٩)؛ أيْ عظات كلمة الله. إنَّه لأمرٌ كبير أن نسلِّط الضّوء على شيء سيكون لخيرنا لاحقاً. صوت الربِّ مهيب ويعمل على تحقيق مقاصده ويقدح لهب النّار التي تُشعل فينا
الرَّغباتٍ خاطئة (العدد ٧).
لا يتعرَّف الآبُ على الذين لا يعدّون من خرافه، وبالتالي لا يعرفون إرشاداته ولا يتمُّ سماع صلاتهم. والأسوأ من ذلك، يسرقُ العدوُّ إيمانهم عندما يريدون أن يؤمنوا، لكونه رئيس حياتهم. يخصُّ الإيمان الذين ينتمون إلى حظيرة الراعي الصَّالح. حتى لو بدأ أنه شيء بسيط، لكن لا يجب أن يظنَّ أحدهم بأنَّ العليَّ لن يقبله.
لا يقدر غيرُ الصَّاغي إلى صوت الربِّ أن يتبعه. لكن عندما يسمع هذا الشَّخص الصوت الإلهي، سيغمره الفرح لأنَّه أصبح من خرافه. وبالتالي، سوف يقوده إلى المراعي الخضر، حيثُ يوجد الأكل الوفير ومياه الرّاحة، فتجد نفسه الرَّاحة والسَّلام (مزمور ٢:٢٣-٣). ثمَّ، يدركُ سريعاً بإرشادِ الله بأنَّه من خراف حظيرته، وسيضيء النّور في قلبه. لذلك، إنْ أصبح يسوع راعيك، فسوف تُحلُّ مشكلاتك.
يعلم خروف يسوع بأنَّه الرّاعي الصَّالح ولن يعوزه شيء (الآية ١). وسيذهب الربُّ في جميع هجمات العدوِّ أمامه ليمنحه النّصرة. فهو راعٍ أفضل من داود الذي واجه الأسد عندما هاجم أحد خرافه. وكان هذا الرَّجل حسب قلب الله (١ صموئيل ١٤:١٣)، فذهب وراء الوحش وقتله. وفعل الأمر ذاته مع الدبِّ. لذلك، سيفعل الربُّ ذات الأمر، لأنَّ ابن يسى لم يفعل سوى مثل الربِّ.
ينال خراف الربِّ الحياة الأبديَّة وضمان عدم هلاكهم. ولكونهم في الكرمة فسوف ينالونَ غذاءهم، طبيعة النار الآكلة (العبرانيين ٢٩:١٢)، طبيعة الله نفسه. إنَّنا أعضاءُ جسدٍ رأسه المسيح. وهو يعيننا للخروج من المعارك منتصرين. لذلك، نحن قيّمون بالنسبة لله، لأنَّنا جُعلنا منتصرين في كلِّ شيء لمجد الآب.
لن تقوى عليك أجناد الشرِّ عندما تحاول جعلكَ تعاني، إنْ كنت في المسيح وواجهتها باسمِ يسوع. لذلك، لا تخَف أو تشعر بالعجز على مواجهة قواها. أخيراً، امتلئ من السّلطان المُعطى لك ونَل نصرتك!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز