-
-
وَنَحْنُ شُهُودٌ لَهُ بِهذِهِ الأُمُورِ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضًا، الَّذِي أَعْطَاهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ». (أعمال الرسل ٥: ٣٢)
اندهشَ رئيسُ كهنة اليهود وأعضاءُ المجمع الآخرين. فقد وضعوا التلاميذَ في السِّجن عند المساء، وفي صباحِ اليوم التالي سمعوا أنَّ خدَّام المسيح أولئك كانوا في الهيكل يعلِّمون الناس عن يسوع. فقد أطلقهم ملاكُ الربِّ وأمرهم، قائلاً: «اذْهَبُوا قِفُوا وَكَلِّمُوا الشَّعْبَ فِي الْهَيْكَلِ بِجَمِيعِ كَلاَمِ هذِهِ الْحَيَاةِ». (أعمال الرسل ٥: ٢٠). الأمرُ الذي أرهب ذاك المجمع، مّما جعلهم يذهبون وراءهم ليسألوا عن تفسيرٍ.
دعا الرئيسُ الدّينيّ وأتباعه شيوخَ شعب إسرائيل. وأرسلوا أناساً للبحث في داخل السِّجن حيثُ كان التلاميذُ، لكنَّهم رجعوا حاملين نفسَ الأخبار: "قَائِلِينَ:«إِنَّنَا وَجَدْنَا الْحَبْسَ مُغْلَقًا بِكُلِّ حِرْصٍ، وَالْحُرَّاسَ وَاقِفِينَ خَارِجًا أَمَامَ الأَبْوَابِ، وَلكِنْ لَمَّا فَتَحْنَا لَمْ نَجِدْ فِي الدَّاخِلِ أَحَدًا". (أعمال الرسل ٥: ٢٣). لقد أذهلَ هذا الأمر الجميعَ هناك، لأنَّهم رأوا يدَ الله تعمل في ذلك المكان.
ثمَّ أخبرهم أحدهم في تلك الَّلحظة عن أنَّ التلاميذَ يكرزون في الهيكل، فأُمِرَ باعتقالهم. وذكَّروا رجال الله بعدم تعليمهم باسمِ يسوع. وقد قال المجمعُ بأنَّ كلَّ المدينة كان مليئة بالمسيحيَّة، وتساءلوا عمَّا إذا كان تلاميذ يسوع يريدون أن يجلبوا دمَه عليهم. ثمَّ قال لهم بطرس بأنَّه ينبغي طاعة الله أكثر من الناس.
تحدَّث بطرسُ في عظته عن أنَّ الله جعلَ يسوع رئيساً ومخلِّصاً ليمنح التّوبة وغفران الخطايا لإسرائيل. إذن، يجب أن يكونَ كلامنا هكذا مع الناس. من الواضحِ أنَّنا نعرف قوَّة الشِّفاء وفعل العجائب والآيات والمعجزات، لكنَّ مهمَّة العليِّ هي إعداد الناس لعودةِ ابنه. فكلُّ الذين يقبلونه سينالون الخلاص، وسيهلك الباقونَ إلى الأبد.
إنَّ رسالةَ الكنيسة ليست مهمَّة اجتماعيَّة وخيريَّة وسياسيَّة. حسناً، قد تقوم بالنَّشاطات الاجتماعيَّة والخيريَّة، لكن عليها تجنُّب الفرص السياسيَّة والاقتصاديَّة. فرسالتها هي إيصال المأسورين للخلاص والقداسة الكاملة، وتجهيز المخلَّصين ليقوموا مع يسوع. وإطلاق المأسورين من قوى الجحيم من خلال الكرازة بالحقِّ، وشفاء المرضى وقيادة المتحوِّلين مؤخَّراً ليُولدوا ثانيةً (يوحنا ٥:٣).
قال يسوعُ "إنَّهم شهودٌ بهذه الأمور"، لأنَّهم سمعوها من فمِ يسوع. واليوم، لا يتعيَّن على الكنيسة فعل الأمور التي تفعلها الدياناتُ الأخرى، لأنَّها تعمل بحسب الطرق العالميَّة، بينما نحن نعمل في العالم الروحيّ. فقد وُلد من الماء؛ أيْ كلمة الله، والروح القدس، كلُّ الذين دُعيوا للخلاص. لذلك، إنَّهم بلا لومٍ أمام الآب، لأنَّهم أعضاء جسد المسيح.
انهى بطرسُ عِظته مؤكِّداً أنَّ الله يهبُ روحه لكلِّ الذين يطيعونه. لكن أصبحَ هذا الجزء من رسالة المسيح مفقوداً في وسطِ شعبه، لكنَّه هامٌّ. ثمَّ طلب رؤساءُ اليهود قتل خدَّام الله أولئك، عوضاً عن السُّجود أمامه.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز