رسالة اليوم

27/09/2024 - ضَلالُ النَّفسِ

-

-

 

إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. (١ يوحنا ١: ٨)

إنَّ الخطيَّة أمر خطير للغاية. أولاً، يقود إبليسُ الشخص لارتكاب الخطيّة، ومن ثمَّ يجعله يشعر بأنَّ فعله مرفوضٌ أمام الله. فعندما يمتلئ ذهن المرء بالأشياء الخاطئة، لن يعود يلاحظ حجم الضَّرر الذي ألحقه بالآخر. وغالباً، يتمَّنى الشخصُ الذي يعيش تحتَ سيطرة الشهوات موت شريكه، عندما لا يوافق الأخير على أفعاله.

من ناحيةٍ أخرى، يسعى الروحُ القدس ليفعل خدَّام الله الصَّواب، ويقودهم للسير في القداسة وخوف الربِّ. لكنَّهم يسقطون كثيراً في التَّجارب، بالرَّغم من ذلك. وبعد حينٍ، يشعرون بالحَيرة والقلق. لكن، سوف يتغيَّر الشخص الذي ارتكب الخطية في حال توبته. فإنَّ غفران العلي يستردُّ الفرح والشركة مع الآب.

لا ينتهي عمل "المُشتكي" عندما يتوقَّف الشخص عن ممارساته الأثيمة. لأنَّه يعمل بسرعةٍ وحماس ليحافظ على فريسته أسيرةً. ثمَّ يفهم الخاطي الحزين بأنَّ المتعة التي أحسَّ بها كانت مجرّد وهمٍ. وبعد ذلك، يقنع الذهن الملوّث الشخصَ الأثيم بأنَّ الجميع لديهم لحظات ضعف وسوف يعذرهم الله. ثمَّ، ينظِّف الأثيم فمه ويقول بأنَّه لم يرتكب خطأ.

يواصل الشريرُ عمله. فإنَّ المتعدّي ضالُ النفس، لأنَّه بالرَّغم من تبكيت الروح القدس له، إلَّا أنَّه يختار الاعتقاد بأنَّه لم يفعل شيئاً مُداناً. ولا يدرك العقل الإجرامي حجم الألم الذي سبَّبه لأحدهم. لكنَّه يلاحظ فقط المتعة التي يعتقد بأنَّه يستحقُّ أنْ يشعر بها. يا لهُ من مسكينٍ!

إنَّ الضَّلال الأعظم هو عندما يمنحنا الله فرصةً لإصلاح الأمور معه من خلال التوبة، لكنَّنا نقسّي قلوبنا بسبب عنادنا. يعيش الشرير في الضَّلال، ظانَّاً أنَّه لن يُدان أبداً. لكنَّه لا يكترث لذلك أيضاً، لأنَّه لا يعيرُ أهميَّة سوى لِلحظات متعته. يقول الأحمقُ: "آه، أنا لا أهتمُّ للجحيم، لأنَّ ما يهمُّ حقاً هو أن أكون سعيداً الآن!" إنَّهم يحتاجون إلى التحرير.

يكذب في غالبِ الأحيان الخطاةُ، لأنَّهم يخفون أدلةَ أخطائهم. فيستهين الرجلُ الزّاني بزوجته، وغالباً يقول لها بأنَّها لم تكُن سوى قبلة صغيرة. يتقمَّص الخاطي طبيعة سيِّده الجديد، أيْ الشيطان، أبو الكذَّاب. ولا يكترث الأثيم بخسارة النور الحقيقي في حياته، مبتعداً عن الصَّلاح.

يعدُّ المخرج الوحيد لهؤلاء الأثمة هو البحث عن الشخص الذي أساءوا إليه والاعتراف له بخطيَّتهم. وبعدئذٍ، عليهم وضع أنفسهم أمام القدير ويطلبون فرصةً ثانية. لذلك، يعترف كلُّ شخص صادق وذكي بسقطته ويطلب الغفران. وأخيراً، إنَّ الربَّ أمين ويريد أن يغفر للتائبين الذين لا يريدون ضَلال أنفسهم، فإنَّه يطهِّرهم ويستردّهم.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز