-
-
وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ». (التكوين ٢: ١٧)
لقد منعَ اللهُ آدم من الأكل من ثمرة شجرة معرفة الخير والشرِّ، قبل أن يخلقَ المرأة، مبيِّناً له بأنَّه سيموت في اليوم الذي سيأكل فيه منها. وبعد ذلك، رأى اللهُ أنَّه ليس من الجيِّد أن يكون آدم وحده، فخلق له امرأةً لتعينه وتعيش معه (الآية ١٨). أدرك آدم بأنَّها خُلقت منه، فغمره الفرحُ عندما رآها. ولا بدَّ أنَّ آدم أخبرها حول النَّهي عن تلك الثَّمرة.
كان لهذا النَّهي سبباً وجيهاً: تجنُّب الموت الروحيّ وانفصال الإنسان عن الله. وبالرَّغم من ذلك، لم تدرك المرأة قدرة الشيطان على الظهور من خلال الحيَّة، وتحاورت معها. والآن، يخدع إبليس جميع الذين يتحاورون معه. وعلى الرغم من تحذير الله، خُدعت حواء بأكذوبةِ العدوِّ وذهبت لرؤية الثمرة التي ستفتح أعينها.
كان يجب أن تهرب حواء من الشيطان عندما أخبرها بأنَّ الله قد كذب عليهما. فسقطت في خداع العدوِّ الذي أخذها بقرب شجرة معرفة الخير والشرِّ. ورأت من خلال تأمُّلها بالثمرة بأنَّها جيِّدة للأكل (شهوة الجسد)، وشهيّة للنَّظر (شهوة النفس)، ومرغوبة للفهم (شهوة الروح). ثمَّ أخذتها بيدها وأكلت منها وراحت تبحث عن رجلها، فأكل منها. وبالتالي، أصبحا منفصِلَين عن الله.
تمَّ تجاهُل التحذير الذي أعطاه الله لآدم، وآدم لحواء. أغوى الشيطان المرأة الأولى من خلالِ محادثة، وأكل زوجها الثمرة عمداً. ما كان يجب أن يبعده شيء عن الكلمة، لكنْ مثل الشاب المذكور في (أمثال ٥)، الذي تبع الزانيَّة حتى يخترق السَّهم قلبه، هكذا تبع آدم زوجته وانفصل بنفسه عن الخالق. لذا، تجنَّب حدوث ذات الأمر لك، لأنَّ النتيجة هي موت روحيٌّ.
ليس هناك شيء أفضل وأنفع من طاعة كلمة الربِّ. يضيء قلبنا من خلال التأمُّل بها، ويمتلئ كياننا بالقوَّة التي ترفعنا وتشجِّعنا على مواجهة العدوِّ بهدف أمرِ الأمراض والأوجاع بالخروج. وهذه القوَّة هي الإيمان، ويمكننا بها فعل نفس الأعمال التي قام بها يسوع. وبهذه الطريقة سنتمِّم مهامنا بشكرٍ.
إنَّ الذين يتجاهلون الكلمة ويرفضون طاعتها يشبهون أناساً أكلوا طعامهم ووضعوا أصبعهم في حنجرتهم وتقيَّأوا كلَّ ما أكلوه. فما الغرض من أكله حتى؟ إذن، كُن حذراً واشترك فقط في الطعام الإلهي، لأنَّ العليَّ يمنحنا من خلاله كلَّ حاجتنا. فكلُّ الذين يفعلون الخير يجب أن يكمِّلوا مهامهم بلا خوفٍ، لأنَّ كلِّي القدرة له خطط عظيمة لهم.
لقد تنجَّست حواء بعد محادثتها مع الشرير. وقفزت إلى التَّجربة بعدما رأت أنَّ الله قد منعهما عنها، وأكلت مع زوجها، ثمَّ أصبحا أمواتاً روحيَّاً. هل كان الأمر يستحقُّ العناء؟ لا، ولإلفِ مرَّة! لو أنَّهما احترما الربَّ، لمَ جلَبا المشتكي إلى عالمنا، ولبقيا في محضر الربِّ حتى هذا اليوم، وإلى الأبد. فكُن حذراً!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز