-
-
وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَدِ». (التكوين ٣: ٢٢)
دعا اللهُ الإنسان وأوضحَ له عمَّا سيحدث له إنْ أكل من ثمرة معرفة الخير والشرِّ، لكيلا لا يرتكب تلك الخطيَّة. لو لم يكُن الأمر ذا أهميَّة، لَمَ كان هناك حاجة لجعل الإنسان يدرك الخطر المحدق. لكنَّه لم يعِر أدنى اهتمام لذلك، فسقط في التّجربة وأكل من الثمرة، مّما عرَّضه للخطر وجعله يخسر كلَّ ما ناله من العليِّ. وهكذا، حُكم عليه بالهلاك الأبديّ. لولا محبَّة الله، لمَ خلُصنا أبداً.
لقد أصاب حواء الفضول بعدما خُدعت بأكاذيب الحيَّة، وذهبت لترى ماهيَّة تلك الثمرة. ثمَّ أُعجبَت بما رأته وأكلت منها. وبعدئذٍ، فعل آدم ذات الأمر (تكوين ٧:٣) فعانى كلاهما من الموت الروحي، وانفصلا عن الله. ثمَّ لاحظ الإنسان أنَّه فقد التَّواصل مع الله. حدث هذا الأمر للكثير من المخلَّصين، الذين لم يحترموا الكلمة وسقطوا في الخطيَّة!
بالرَّغم من صعوبة الخيانة، كان العليُّ يعلم بأنَّ الإنسان سيعيش إلى الأبد إنْ أكل من شجرة الحياة، فكان لا بدَّ أن يطرده من جنَّة عدن، ليعمل في الأرض التي جُبِل منها (تكوين ٢٢:٣-٢٣). كان الخطر يكمن في قرب الإنسان من الشَّجرة التي إنْ أكل منها مرَّة واحدة، فسوف يبقى على حالته إلى الأبد. إنْ هلك فقد هلك إلى الأبد، وإنْ وجد وخلص فقد خلص إلى الأبد.
يدلُّ قرار طرد القدير للإنسان من الجنَّة على أنَّه لا يريد هلاكنا الأبديّ، لأنَّه بعد ذلك مباشرةً، وضع الكروب إلى الشّرق من جنَّة عدن، وسيفاً ملتهباً يتحرَّك باستمرار لحراسة الطريق المؤدّي إلى شجرة الحياة (تكوين ٢٤:٣) لكنَّ الخالق لا يستسلم أبداً، وبدلاً من ذلك أعدَّ خطَّة الخلاص لكلِّ الذين يؤمنون ويقبلون ابنه كربٍّ ومخلِّص.
كان الخطر كبيراً! وكان سيبقى الإنسان في الخطيَّة إلى الأبد إنْ أكل من شجرة الحياة، بعدما أخطأ وانفصل عن الله. لذلك أنَّه لن يجد الخلاص أبداً الذي بدأ الربُّ في تنفيذه وتحقيقه. لا يرغب العليُّ بأن تكون نهايتك العذاب، لكنَّه يريد أن يرجعَ الجميعُ إليه. ويحصل ذلك من خلال فعلٍ بسيط لكنَّه ذا قيمة أبديَّة. فستُصبح مغفورَ الخطايا ومخلَّصاً من خلال قبولك ليسوع المسيح كربٍّ ومخلِّص.
إنَّ كلَّ من يترك أو يتخلَّى عن الإيمان بيسوعَ عليه أن يعرف بأنَّه تخلَّى عن المحضر الإلهي، وسيموت في هذه الحالة ولن يخلصَ أبداً. لذا، على المخلَّصين أن يتذكَّروا دائماً بأنَّهم خليقة جديدة وأنَّ الأشياء العتيقة قد مضتْ (٢ كورنثوس ١٧:٥)، وقد فقدَ الموتُ (طبيعة إبليس) قوَّته وسلطانه على المخلَّصين لأنَّهم وُلدوا من جديد بيسوعَ. هللويا!
يرغب اللهُ بأن تكون سعيداً. فارجع إلى يسوعَ الآن واقبله ربّاً ومخلِّصاً. يتصاعد يوميَّاً عدد الناس الذين سيهلكون في الموتِ الأبدي، وبالمقابلِ يتصاعد أيضاً عددُ الذَّاهبين إلى الفرح الأبديّ. أين ستقضي أبديَّتك؟
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوار