-
-
فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «لِذلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ فَسَبْعَةَ أَضْعَافٍ يُنْتَقَمُ مِنْهُ». وَجَعَلَ الرَّبُّ لِقَايِينَ عَلاَمَةً لِكَيْ لاَ يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ. (التكوين ٤: ١٥)
كم حزنَ قلب آدم وحواء عندما نظرا موت ابنهما الثاني. لقد فرحا جداً بمولد قايين، وشكرَ آدم الله لأنَّه أعطاه صبيّاً. ثمَّ وُلد هابيل وتضاعف الفرح. وكانت هذه بداية عائلةٍ كانت مهمَّتها ملء الأرض، لكن قُطع نسل هابيل بلا أحفادٍ. ورأى قايين من جهةٍ أخرى ما حدث، وعلم أنَّ المخلِّص لن يأتي من نسله.
والآن، لقد كان هناك أربعة أشخاص على الأرض، هكذا كانت بداية الجنس البشري. وكان قايين فلّاحاً وهابيل راعياً. لكنَّ الابن الأول حصل على لقب أول قاتل، بينما كان بإمكانه الحصول على بركة البكر من خلال تقديم أفضل تقدمة، ومشاركة أخيه في التعبير عن حبِّه للربِّ. لكنَّه تعلَّم عدم الإصغاء، ولذلك لم تُقبل تقدمته. يحصل هذا الأمر للذين لا يطيعون الله.
لم يفلح قايين عندما أعدَّ تقدمته، مبيِّناً ما كان في قلبه. يتصرَّف العديد من الناس بهذه الطريقة. فإنَّهم يواجهون صعوبة في تقديم مبلغٍ كبيرٍ، وبدلاً من طلبهم المساعدة من السماء، يستسلمون للحزن، وبالتالي يقدِّمون أيِّ مبلغ للربِّ. نتكلَّم الآن عن امتياز التعاون والمساهمة في عمل الله.
يجب أن تفعل كلَّ شيء للربِّ بشرط أن يكون بمعونته، لأنَّ الله لا يقبل شهادةً أو مجداً من الناس. وهو يسرُّ دائماً بالذين يحقِّقون مقاصده، لكن لن يسرَّه إن كان قلب الذين يقدِّمون مملوءاً بالبغضة أو دوافع الشهرة. لذا، لا تدع نفسه تنخدع بالعدوِّ، خصوصاً بشأن خدمة الربِّ.
عندما رأى قايين أنَّ الله لم يقبل تقدمته، أظهر أنَّ روح الحقد والغضب تسكن في قلبه. لذلك، سقط وجهه (تكوين ٥:٤). حاول العليُّ إبعاده عن صراع الشيطان، لكنَّ أخا هابيل ذاك لم يصغِ، وبالتالي تمَّ استخدامه من قبل إبليس لارتكاب جريمة قتل. يرتكب بعض الناس الزِّنا أو خطية أخرى، ويخطِّط الآخرون لقتل شريكهم.
وبَّخ الله قايين، لأنَّه اختار شجرة ضارَّة وألقاها كتقدمة للربِّ. ولهذا السبب أو بسبب استحسانه الشخصي، لم يقبل الربُّ ما تلقّاهُ. لو أنَّه اعتبر التقدمة لسقط قايين ومات في الحال! لذا، لا تزعج الآب السماوي أو تغضب من شخصٍ ما، لأنَّك حتى لو كنت في هذا الوضع، يجب ألَّا تسمح للشيطان بالدخول إلى قلبك.
أمرٌ مُحزنٌ: يقتل قايين أخاه هابيل البار، ودمه يتكلَّم إلى يومنا هذا. لقد تاب قايين وصرخ إلى الله الذي وعده بوضع علامة عليه كيلا يتمَّ قتله وإصابته من الذين يجدونه. كان من الممكن أن يأتي المخلِّص من الابن الأول.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز