-
-
وَقَالُوا: «هَلُمَّ نَبْنِ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجًا رَأْسُهُ بِالسَّمَاءِ. وَنَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْمًا لِئَلاَّ نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ». (التكوين ١١: ٤)
لقد تصرَّفوا مثل الحمقى، بالرَّغم من إحساسهم بأنَّ الربَّ سيبيدهم من وجه الأرض، وبالحقيقة قد حصل ذلك. كان نمرود (أحد ملوك الأيام القديمة) متكبِّراً وأحمقاً، وأراد إيقاف الخطَّة الإلهيَّة، وهذا سبب ابتداعه خطَّة بناء برج بابل، متحدِّياً القدير. وبدلاً من إهلاك الربِّ لهم بالكامل، مثلما فعل في الطوفان (تكوين ١٧:٦)، جعل الربُّ عدَّة لغات، وشتَّتهم في كلِّ جهات العالم.
إنَّ الخطط التي يبتدعها الناس ليست دائماً خطط القدير، حتى لو بإرشاده. ونحن مثل بولس، لا نعلم ما ينتظرنا من مدينة إلى أخرى حتى يعلن لنا الله عنه (أعمال الرسل ٢٣:٢٠). لذا، يجب أن نبقى عند أقدامِ الله لنتعلَّم ماذا نفعل وكيف ومتى. إنَّ مشاريع الناس عديمة الجدوى، لأنَّنا لا نفهم أبداً ما لم يُعلن لنا، لكنَّنا إن تواضعنا وخضعنا لله فسوف نكتشف مشيئته.
لن يتعلَّم كيفيَّة إدارة حياتهم كلُّ الذين لا يطلبون المشورة من كلمة الربِّ، وبالتالي سيغلبهم إبليس. لذلك، يجمح الشعب بلا الرؤيا (النبوَّة) المكتوبة في كلمة الله (أمثال ١٨:٢٩) ومن ثمَّ، يفعلون كلَّ ما هو خاطئ، غيرَ مميّزين الصَّواب. قال يسوع إنَّنا لا يمكن أن نفعل شيئاً بدونه (يوحنا ٥:١٥)، لكن يصرُّ الكثيرون على ممارسة الخطايا، فيكتشوف لاحقاً بأنَّهم لم يحقِّقوا شيئاً، سوى الأسوأ!
كان الله على وشك إنشاء لغات متعدَّدة في وسط الناس. ولأنَّ اللغة كانت مشتركة، فقد كان سيغيِّر شيئاً في عقولهم. لو حصل ذلك، سيتوقَّف بناء البرج وسيُسكن العالم بأجمله. وكان هذا الفعل من "شخصٍ" علم كيف يتدخَّل في إطار الفكر البشري. وسيقول الإنسان ذات الأشياء لكن بكلمات مختلفة. فالربُّ الذي خلق الإنسان يمكنه إعادة خلقه بحسب مشيئته. هللويا!
تم تنفيذ تعدُّد التعابير من خلال الثالوث القدّوس. وبالتالي، لاحظوا أنَّهم لا يفهمون على بعضهم. لكن فقط الزوج والزوجة وأولادهم تحدَّثوا بوضوح مع بعضهم البعض في نفس اللغة الجديدة. وبسبب شعورهم بالوحدة بحثوا عن أماكن لا يعيش فيها أحدٌ آخر. إنَّ ما بدا سيِّئاً، كان لمنفعة كلِّ البشرية. الله عظيم!
أخذ النزوح رعايا نمرود إلى أقصى أماكن العالم. لذلك، يعلم الربُّ ما فعله ليصل الإنسان إلى أمريكا الشماليّة والجنوبيّة والوسطى، ونعلم أنَّهم هنود أو مواطنون أصليون. كان يطلق على الذين ذهبوا إلى المحيط الهادئ السكان الأصليون، وهاجر البعض إلى أفريقيا وأوروبا، وبقاع أخرى من الأرض. أنجح القدير خطَّته من خلال بلبلة الألسنة.
يجد الشخص الذي لا يطيع مقاصد الله بأنَّه لا يعمل الصلاح. فإنَّ خطط الله صحيحة وكاملة، وأيضاً الأسهل للفعل. إذن، أطِع التعليمات الكتابيَّة كيلا تكون معارضاً للقدير. الرَّحمة!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز