رسالة اليوم

03/10/2024 - ليكونَ لي خيرٌ بسببكِ

-

-

 

قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي، لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ». (التكوين ١٢: ١٣)

لم يتَّخذ إبراهيم قراراً حكيماً بإقامته في مصرَ. فعندما علم بأنَّ المصريّين سيقتلونه، طلب من امرأته سارة أن تساعده بقولها بأنَّها أخته. لكنْ لو أنَّه لم يغادر المكان الذي أراده الله أن يبقى فيه، لمَ تعرَّض لهذا الإحراج والخطر. لذا، يجب على خدَّام الربِّ أن يعرفوا ويتذكَّروا بأنَّه صاحب السُّلطان على حياتهم. ولكي يحقِّقوا هذا، عليهم أن يطلبوا الإرشاد الحكيم في كلِّ ما يرغبون به؛ من عملٍ وبيتٍ جديد أو أيِّ سلع استهلاكيَّة.

ربّما تكون هذه هي الأوقات التي نكون فيها معرَّضين لأعمال العدوِّ، فيملك بالتالي الخوف على قلوبنا. ولكنَّنا كأعضاءٍ في جسد المسيح علينا أن نطلب المشورة المناسبة من فوق، كيلا نندم فيما بعد. لذلك، ابحث واسعَ للعيش في الإيمان بيسوعَ، واسلك بالتَّدقيق في كلمة الله عند التّفكير واتِّخاذ قراراتك.

لم يكذب إبراهيم، لكنَّه قدَّم نصف الحقيقة، ساتراً جزءاً منها. مّما يبيّن أنَّ إنسان الله منذ الماضي لا يختلف عنَّا اليوم. لو أنَّه لم ينحدر إلى الأرض التي ترمز للخطية، لمَ كان قد أشرك نفسه في هذه الظروف المأساويَّة، التي أوشكت به على خسارته لزوجته. إذن، طالب وقرِّر أن تحفظ زواجك مقدَّساً، لأنَّ العاهرين والزّناة سيعيشون تحت لعنة.

يخسر الكثيرون أزواجهم لسببٍ لا يعرفونه، لكنْ من الجيّد معرفة سبب تعرُّضهم للخطأ، بحيث عندما تأتي التوبة يكون هناك خلاص. كيف يمكن للمرء أن يحبَّ الله ويعترف بذلك له ويكون زانيّاً في ذات الوقت؟ كلُّ الذين يصرّون على الخطأ يصبحون أداة للعدوِّ في منزلهم. لذلك، إن كنت تريد أن تعيش في الخلاص الأبدي فعليك ألَّا تخطئ، قائلاً الحقيقة كاملة لزوجتك أو زوجك لطلب الغفران.

إنَّ غياب مخافة الله هو الشيء الذي يدفع الناس لخيانة شريك حياتهم، حتى لو لزم الأمر أن يموتوا في سبيل عدم تنجسيهم. فيجب على المؤمنين المخلَّصين ألَّا يحرموا شريك حياتهم من الإخلاص الذي تعاهدوا به في عهود الزَّواج، فإنَّ ما سيوافق عليه الله سيكون الأفضل دائماً لكليهما، لكونهما خادمي الله. لذا، كن حريصاً وحذراً وأصلح علاقتك بالعليِّ وشريكك الذي خنته. لم يرسل الله إبراهيم إلى مصر، لكنَّه علم كيف يخرجه من هناك. لذا، اُطلب أن يخرجك أيضاً!

عِش من أجل محبَّة المسيح في هذه الرحلة، وستكون النِّعمة السماوية فوقك عظيمة. عليك أن ترفض أعمال إبليس، وأن تتيقّظ وألَّا تسقط في شركِ أحاديثه الباطلة. لقد أخضع المخلَّصون جسدهم والرّغبة الشديدة، وأنَّ الزنا أمر مكروه بالنسبة لهم.

كان إبراهيم يفعل حسناً في كنعان. وظهر له العليُّ ووعده بأمور جميلة. فاتّجه من هناك شرقاً ونصب خيامه في بيت إيل ودعا باسم الربِّ. ثمَّ اتَّجه جنوباً واختبر الجوع في تلك الأرض. وبعدئذٍ، قرَّر أن ينحدر إلى مصر بدون أن يسأل الربَّ، حيث عانى هناك بشكل كبير، لكنَّ الله حفظه ونجّاه. آمين!

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز