رسالة اليوم

04/10/2024 - احترامُ العَهد

-

-

 

لاَ آخُذَنَّ لاَ خَيْطًا وَلاَ شِرَاكَ نَعْل وَلاَ مِنْ كُلِّ مَا هُوَ لَكَ، فَلاَ تَقُولُ: أَنَا أَغْنَيْتُ أَبْرَامَ. (تكوين 23:14)

الله لا يدعو أحداً بلا سبب، لكن لأنه أظهرَ أنَّه جديرٌ بالثقة. للأسف، من الأفضل أن نفعل ما يأمرنا به الربُّ بدلاً من أن نتبعَ أفكارنا. لهذا كُنْ أمينًا في الأشياء الصَّغيرة والقليلة، وعندما تظهر الفرصُ الكبيرة، فإنَّ العليَّ سوف يعتمدُ عليك. أثبتَ إبراهيمُ محبَّته للربّ قبل الذَّهاب إلى المعركة وعادَ إلى بيتهِ منتصراً. كُنْ حذرًا: أولئك الذين لا يفكرون في الله إلَّا عندما يكونون في صعوبةٍ أو ألم، لا يستجاب لهم.

يجبُ أن نصلّي ونكون متيقّظين أمام التحدّيات التي تواجِهنا أثناء سيرِنا مع الربّ. فإذا شعرنا أنه يتعيَّن علينا أن نقومَ بنذرٍ ما، رغم أنّنا لسنا ملزمين بذلك، ولكن إذا فعلنا هذا، فيجبُ علينا أن نحافظَ على العَهدِ ونفي به. عندما نتعهَّد فإنّنا نُعطي كلمتنا. يجب أن تعرف: أنّك تمثّلُ كلمتك. حتى الخطاة لا يحبُّون الذي لا يَفي بكلمتهِ ولا بوعدِه. أمَّا الأمرُ فهوَ أخطر مع الله لأنّنا نتعامل مع ربّ الأرباب.

إنَّ الانتصار الذي حقّقه إبراهيمُ على الملوك الأربعة، كَدَرْلَعَوْمَرَ مَلِكِ عِيلاَمَ، وَتِدْعَالَ مَلِكِ جُويِيمَ، وَأَمْرَافَلَ مَلِكِ شِنْعَارَ، وَأَرْيُوكَ مَلِكِ أَلاَّسَارَ، كان انتصارُ الربّ الذي استخدمَ إبراهيمَ وغِلْمَانَهُ الْمُتَمَرِّنِينَ، وِلْدَانَ بَيْتِهِ، الـ 318: وحلفاءَه مَمْرَا الأَمُورِيِّ، أَخِي أَشْكُولَ وَأَخِي عَانِرَ. وبالمثل، فإنَّ الانتصار على مرضٍ أو ألمٍ أو سرطانٍ ما، لا ينبغي اعتباره ميزة خاصّة. حتى حراسة المنزل هي من عمل الله، ولكن إذا لم تدرك ذلك، فلن يُستجاب لتوسّلاتك وتضرُّعاتك.

فرحَ ملكُ سدوم كثيرًا برؤية الخلاص الذي حقّقه الربُّ عن طريق إبراهيم، حتى أنه طلب النُّفوس فقط. وكان يمكن لأبي الأنبياء أن يحتفظ بالغنيمة والأملاك. رغمَ كثرة الأشياء التي حصَلوا عليها من الملوك المهزومين، إلَّا أنَّ قلب إبراهيم كان أمينًا للحفاظ على الوعد، ولا بدَّ أنَّ هذا قد ترك انطباعًا عظيمًا لدى الحاضرين. وسنرى كم ساعدَ وفاؤنا بوعودنا الكثيرينَ في الأبدية.

رفضَ إبراهيمُ العرضَ الذي قدّمه ملكُ سدوم، لأنّه كان مرتبطاً بعهدٍ مع الله، لم يقبلْ خيطاً ولا شراك نعلٍ، حتى لا يتمكن هذا الملك من القول إنه أغنى إبراهيم. انتبهوا جيدًا لإعلانات الآب، خلال أوقاتِ الحاجة؛ إنَّ الربَّ يُطالب بما تعِدُ بهِ. ويا له من خطأ فادح أن تعِدَ الله بشيء ثم تعترف أنك لم تكن قادرًا على الوفاء به. الحمقى يفعلون هذا، أمّا نحنُ فيجب أن نكونَ حكماءً.

يجبُ الوفاء بالعهود دائمًا حتى لو لم يعتقد شخصٌ ما ذلك. احتفظَ أليشع به أمام قائد جيش آرام عندما أراد أن يكافئه على شفاءه من البرص (2ملوك 5). للأفراد الغير متزوّجين: لا تقع في حبّ شخصٍ ما، ساعدته أو ساعدَك. فلو أراد الله لك تلك الشَّخصية لعرفتها في موقفٍ آخر. لا تحاول سرقة مجد الله أبدًا لأنه لن يغفرَ لك. احترم وعدكَ.

إذا كان الله هو العامل، فيجب أن يُعطى له كلُّ المَجد؛ وإلّا لن يساعدك أو ينقذك في المرّة القادمة. لا تندفع بالمصلحة الشّخصية أو الجشَع؛ إذا تصرّفت بهذه الطريقة، فلن يُرسل لك القديرُ أشخاصًا تقودهم إلى المَسيح والقداسة. إذا عرضوا عليك شيئًا غير قانوني، مثل وظيفة لابنك مثلاً، قلْ لا! آمِنْ بهذا: يعرفُ الربُّ كيف يعتني بنا. آمين؟

محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز